مسجد الظاهر بيبرس.. تاريخ يغرق تحت مياه الإهمال .. فقبل نحو ثمانية قرون، أنشأ الظاهر ركن الدين بيبرس مسجدا كبيرا في منتصف المنطقة التي حملت اسمه فيما بعد، مسجد بيبرس تم إنشاؤه عام 665 هجرية دارت عليه العصور وأصبح من المسجد السلطاني إلي تراث مهجور في قلب منطقة شعبية..هذا الجامع الذي يحكي قصة دولة المماليك التي حكمت مصر يندثر بعد توقف ترميماته لمدة ثلاث سنوات ورغم متابعة وزير الآثار لحالة المسجد الأثرية ورصد 70 مليون جنيه من أجل تطويره. إلا أن الشاب المصري ياسر عبد الحميد وكاميرته رصدت مايحدث لهذا المسجد ورغم أنه مرشد سياحي ومحام إلا أنه خاف علي تراث وطنه وتناقلت صوره الوكالات العالمية. قال ياسر عبد الحميد: أثناء زيارتي لجامع الظاهر وبعد أدائي صلاة الظهر بهذا المسجد.. أحببت أن التقط صورا في جولة داخل الجامع التاريخي لما له من أهمية عظيمة.. لكن للأسف وجدت مياها لونها أخضر قرب رواق القبلة ووجدت أيضا جزءا من قواعد الأعمدة غائرا داخل المياه التي أنبتت حشائش ملاصقة لجدار الجامع وما رأيته ينذر بالخطر علي مصير الجامع.. وعلي حد علمي أن الجامع من المفترض انه تحت الترميم منذ عدة سنوات وكانت دولة كازخستان شاركت بجزء من التمويل لعملية الترميم ولكن توقف الترميم كما ذكر علي مواقع الإنترنت بسبب حدوث خطأ في مواد الترميم وتوقف العمل لعدة سنوات. ولكن بين العمل والتوقف تقبع المياه داخل الجامع الأثري الهام جدا ولا تجد أحدا ينتشلها فهل يصمد الأثر ضد إهمال البشر أم يعود الترميم مرة أخري أم يكون مصير الجامع الزوال؟ وسألته هل أنت متابع لتاريخ هذا الجامع؟ يقول ياسر: طالعت ما كتب عن هذا المسجد في كتب التاريخ والصحف حيث يرجع تاريخ إهمال الجامع الي عصور سابقة فنجد أنه تحول إلي قلعة حربية في عهد الحملة الفرنسية علي مصر .. أما في عهد محمد علي باشا فتحول الجامع إلي معسكر لطائفة التكارنة السنغالية.. وتحول إلي مصنع صابون ثم إلي مذبح إبان الاحتلال الإنجليزي وفي عام 1893 قامت لجنة حفظ الآثار العربية بإعطاء أهمية للجامع وقررت إرجاعه إلي حالته الأصلية والآن المياه داخل الجامع تدق ناقوس الخطر إلي احتمالية ضياع أثر من آثار مصر الإسلامية المهمة فهل من منقذ و بعيدا عن كونه أثرا إسلاميا فهو بيت من بيوت الله. يضيف ياسر: مسجد «رابع سلاطين الدولة المملوكية»، أصبح أطلالا أثرية، في الركن الجنوبي الغربي منه.. ميكروفون قديم مثبت أعلي الكرانيش الأثرية، له أربعة أبواب مطلة علي الشوارع الأربعة المحيطة به، ويحميه سياج حديد محيط به، يشهد «جامع بيبرس» عملية ترميم شاملة في الداخل لإعادة إنتاج تصميمه الأساسي، أعمال الهدم طالت كل تقسيمات المسجد الداخلية، ولم تقرب السور المحيط بالخارج؛ فهو محتفظ بزخارفه الجصية ونقشاته الحجرية المحفورة عليه. عرضت قصة الصور وحكاية جامع يندثر علي الدكتور سمارت حافظ رئيس قطاع الآثار الإسلامية بوزارة الآثار بادرني قائلا إن هناك نوعين من المياه مياه الصهاريج والمياه الجوفية ونحن نعمل الآن علي شفط المياه الجوفيه من المسجد. هل هناك مشاكل تواجه ترميم المسجد؟ يقول: سمارت العائق المادي هو سبب مايحدث لجامع الظاهر بيبرس التمويل قليل ودولة كازخستان قالت إنها سوف تشارك في الترميم ولكن الترميم الذي يحدث علي نفقة وزارة الآثار.. كما أن وزير الآثار الدكتور محمد إبراهيم التقي المسئولين عن الشركة المنفذة لمعالجة المياه الجوفية منذ حوالي شهر وأكدوا أنهم سوف يباشرون العمل بالعقد التكميلي. ولماذا استغرقت عملية ترميم المسجد سنوات طويلة؟ - 6سنوات فقط عملية ترميم المسجد وتوقف ثلاث سنوات لكن حدث خطأ في الترميم عندما تم استخدام الطوب الوردي في الترميم والآن هناك لجنة من الأثريين لاختيار الطوب المطابق للمواصفات الأثرية وسوف يتم الترميم بسرعة لإنقاذ جامع الظاهر بيبرس.
الجامع الذي صمد كثيرا عبر التاريخ بدأ إنشاؤه عام 665- 667 هجريا 1266 ميلاديا وهو يشبه إلي حد كبير مسجد أحمد بن طولون من ناحية الطراز المعماري حيث يتكون من صحن وأربعة أروقة و الرواق الأكبر هو رواق القبلة. والجامع له ثلاثة مداخل من الواجهات الثلاث و المدخل الرئيسي في منتصف الواجهة الشمالية الغربية و المدخل الرئيسي مغطي بقبة بينما الجانبيان بقبوين متقاطعين ومن الخارج يحتوي علي أبراج في الأركان منها ماهو مربع الشكل ومنها مستطيل الشكل وأيضا يحتوي علي شرافات مسننة ودعامات من الخارج لتساعد علي استقرار الجامع إذا ما واجهته أخطار الزلازل يوجد بالجامع 72 نافذة في الواجهات فكل واجهة تحتوي علي 18 نافذة ولكن في النهاية هل يتم إنقاذ مسجد الظاهر بيبرس ؟