نهاية الأسبوع الماضي أصدرت إحدي المحاكم البريطانية حكما بسجن القاضية السوداء كونستانس بريسكوي (56 عاما) لمدة 16 شهرا بتهمة الكذب في تحقيقات الشرطة وعرقلة سير العدالة ، الحكم أثار ضجة في الأوساط الإعلامية والقضائية هناك ، حيت إن القاضية تقدمت كشاهدة مستقلة في قضية مخالفة مرور(سرعة زائدة) لوزير الطاقة البريطاني السابق كريس هيون وزوجته السابقة فيكي برايس ظلت متداولة عدة سنوات بالمحاكم وصدر في نهايتها حكم بالسجن عليهما 18 شهرا ، ووضح من مسار القضية أن الزوجة السابقة التي اعترفت في البداية بقيادتها للسيارة حاولت الانتقام من الوزير لهجره لها تراجعت عن أقوالها واستعانت بصديقتها القاضية لكن تضارب شهادتي السيدتين قاد لاكتشاف كذب القاضية والقبض عليها في أكتوبر الماضي وأخلي سبيلها بكفالة وعزلت من منصبها كما خضعت للعلاج النفسي طوال تلك الفترة! القاضية من عائلة بسيطة من أصول جاميكية تضم 11 فردا تعيش جنوبلندن واستطاعت الابنة أن تصل للجامعة وتعمل محامية تحت التمرين ثم واصلت مشوارها لتكون من السيدات السود القلائل في القضاء البريطاني ، كما أصدرت كتابا تروي فيه مذكراتها وسيرتها الذاتية وخاصة طفولتها ومعاملة الأم القاسية لها أدرج ضمن أفضل الكتب مبيعا (600 ألف نسخة) وأتبعته بكتاب آخر في نفس السياق أي أنها قصة نجاح رغم ظروف حياتها الصعبة ، القاضي الذي أصدر الحكم قال لها : لقد كنت قدوة لغيرك ولدي يقين أنك تدركين جيدا أن مثل هذا السلوك يضرب قلب العدالة الأثير لدينا، مشيرا إلي كذبها في شهادتها، إضافة لسعيها لاستخراج شهادة طبية لتبرئة صديقتها والانتقام من زوجها السابق! أما الوزير ففقد مستقبله السياسي حيث اضطر إلي تقديم استقالته من الوزارة بعد كذبه والانسحاب من الساحة بعد أن كان مرشحا لدور بارز في حزب الديمقراطيين الأحرار، أي أن قاضية ووزيرا أضاعا مستقبلهما بسبب مخالفة مرور ووجد الجميع - بإضافة الزوجة السابقة رغم محاولات القاضية - طريقهم إلي السجن! الكذب في بلدان الغرب وأمام شعوبه خطيئة لاتغتفر لأي مسئول وتقوده لساحات القضاء وفي الشرق الأقصي قد يصل الأمر إلي انتحار بعض المسئولين ، أما في الشرق فالصورة مختلفة تماما فلا أحد يعترف ولا أحد ينتحر ومخالفة المرور التي قادت إلي الوقوع في خطيئة الكذب غير المباح لنهاية مستقبل وزير وقاضية لا يمكن تصور حدوثها قي بلاد كل شيء فيها مباح !!