احتفلت مصر بانطلاق فعاليات الدورة الحادية والعشرين للمسابقة العالمية في حفظ وتجويد وتفسير القرآن الكريم التي تقيمها وزارة الأوقاف المصرية تحت رعاية رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور بحضور 65 متسابقا يمثلون القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا.. حضر حفل الافتتاح بقاعة مؤتمرات الأزهر الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر نائبا عن الإمام الأكبر د.أحمد الطيب ومندوب عسكري برتبة اللواء ممثلا عن وزارة الدفاع والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية وفضيلة أمين عام مجمع البحوث الإسلامية وقيادات الأزهر والأوقاف وعدد من سفراء الدول الإسلامية.. هذا وتستمر فعاليات المسابقة حتي ظهر الخميس غدا حيث تعلن لجنة التحكيم برئاسة الشيخ عبدالحكيم عبداللطيف شيخ عموم المقارئ المصرية أسماء الفائزين بالجوائز التي بلغت مليون جنيه قدمتها وزارة الأوقاف هدايا للفائزين. من القول الثابت والمشهور: إن القرآن نزل بمكة المكرمة وقرئ في مصر بأعذب أصوات لقرائها العالميين كما كتب القرآن بأجمل الخطوط العربية هناك في اسطنبول.. لذا تفاخر مصر وستظل أنها عملت ولاتزال تعمل في خدمة القرآن الكريم تحفيظا وتدريسا وتفسيرا بمعاهد الأزهر وجامعته التليدة كما سبقت مصر في إنشاء أول إذاعة للقرآن الكريم التي قدمت أروع وأجمل الأصوات والتسجيلات النادرة لقراء القرآن الكريم فضلا عن برامج تفسيره وتحفيظه مثل برنامج اكتاب علي الهواءب.. وقد أبهر القراء المصريون العالم بأصواتهم العبقرية حتي تسابق الملوك والأمراء والسلاطين علي دعوتهم للقراءة في رمضان وفي مناسبات أخري كثيرة بل إنهم عرضوا علي بعضهم جنسيات بلادهم مثلما فعل الملك الحسن الثاني ملك المغرب وقد عرضها علي الشيخ عبدالباسط عبد الصمد مرتين فشكره واعتذر له.. ولهذا فليس عجبا أن نري القرآن الكريم وقد سبق بالاحتفاء بمصر وخصها بالذكر صراحة وتلميحا في نحو 40 موضعا بسور القرآن الكريم وهاهي مصر ترد الجميل وتحتفي بالقرآن الكريم من خلال المسابقة العالمية التي تنافس وتتفوق في جودتها وشفافيتها مسابقات أخري في بلاد إسلامية قريبة. عودة لها مغزي معلوم أن كثيرا من الأنشطة توقف بعد أحداث ثورة 25 يناير 2011 ومنها هذه المسابقة ولكن مع وزير الأوقاف الهمام الشجاع الذي وضع روحه علي كفه وحمل جرأته علي كتفه أقوي من مدافع الهاون الثقيلة بعيدة المدي عادت المسابقة هذا العام 2014 من جديد ليصلح الوزير الدكتور محمد مختار جمعة ما أفسده الإعلام المتهور اللامسئول الذي قدم صورة مرعبة عن مصر وضخم أحداثا لاينبغي أن تضخم حتي عزف السائحون عن السفر إلي مصر هنا قرر الوزير أن يرد عمليا علي المشككين في أمن مصر وأمانها فعقد مؤتمرا عالميا في حضن النيل وعلي ضفافه بحضور ممثلي 164 دولة يبحثون خطورة الفكر التكفيري والفتوي بغير علم علي التنمية والسلام العالمي ثم قرر الوزير د. مختار جمعة أن تبدأ فعاليات مسابقة القرآن بعد أسبوع واحد فقط وعلي بعد خطوات من ميدان رابعة العدوية وجامعة الأزهر بحضور حفظة القرآن من 50 دولة من القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا ليؤكد للعالم أن مصر بخير آمنة مطمئنة ترحب بكل وافد سائحا كان أو طالب علم أو عابر سبيل. أفرع المسابقة الفرع الأول: حفط القرآن الكريم كاملا مع التجويد والترتيل وبيان أسباب النزول.. (للأزهريين وغيرهم). الفرع الثاني: حفظ القرآن الكريم كاملا مع التجويد والترتيل وتفسير الجزء الثلاثين.. (لغير خريجي وطلاب الأزهر). الفرع الثالث: حفظ عشرين جزءا من القرآن الكريم متصلة مع الترتيل والتجويد.. (من الجزء الأول إلي نهاية الجزء العشرين).. (للأزهريين وغيرهم من غير الناطقين باللغة العربية). الفرع الرابع: حفظ ثمانية أجزاء متصلة من الجزء الثالث والعشرين إلي الجزء الثلاثين.. (لغير خريجي وطلاب الأزهر من غير الناطقين باللغة العربية). لجنة التحكيم عالمية وضمانا للشفافية والنزاهة والحياد فقد أمر وزير الأوقاف بتشكيل لجان التحكيم والامتحان من أصحاب الفضيلة عبدالحكيم عبد اللطيف شيخ المقارئ المصرية رئيسا وسيد الغرباوي وفتح الله الشاذلي ويوسف بدر مدير عام شئون القرآن ومحمد عيد كيلاني ومحمدعبد الظاهر وعبد الباسط عمارة مع عضو يمثل أفريقيا وآخر يمثل أوروبا.. وبدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلاها محمد زكريا متسابق من بنجلاديش ثم ألقي الشيخ خالد الخياط ممثل البحرين كلمة الوفود وبعدها ألقي الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر كلمة نيابة عن الإمام الأكبر د. أحمد الطيب أكد فيها علي رسالة الأزهر ودوره في نشر الوسطية ومكافحة التطرف والتشرذم أن الأزهر يقف إلي جانب الشعوب التي تعاني من إرهاب المتطفلين علي الدعوة والعلم الشرعي. وقال شومان: مؤتمرنا رسالة سلام إلي العالم والأزهر يدعمه بكل قوة ونريد من حفظة القرآن أن يقدموا للعالم صورة حقيقية عن سماحة دينهم وعليهم أن يصححوا المفاهيم الخاطئة لدي هؤلاء الموتورين المخربين الذين يقتلون ويدمرون باسم الإسلام وقرآنه. سماحة الإسلام وفي كلمته كرئيس للمؤتمر أكد د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف دور الوزارة في نشر الوسطية التي هي جوهر الإسلام وحقيقته وأن علماء الأوقاف والأزهر لن يألوا جهدا في خدمة الإسلام وتنوير المسلمين بصحيح الدين بالتعاون مع الأزهر الشريف الجامع والجامعة والمشيخة.. وقال إن أزهي عصور التفاهم والتعاون بين أركان المؤسسة الدينية الآن بفضل قيادة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب.. ونحن من هنا نرسل رسالة طمأنة للعالم.. اطمئنوا مصر بخير.. مصر آمنة مطمئنة بفضل الله وبفضل رجالها الساهرين علي حفظ الأمن والاستقرار كما نقول للعالم إن مصر بكل فخر الأولي في خدمة القرآن وتكريم أهله.. وقد كرمهم الله واحتفي بهم رسول الله([).. فخر لنا أن نحتفي بأصدق كتاب لا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء ولا يخلق عن كثرة الرد سمعته الجن فقالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلي الرشد فآمنا به.. ثم دعوا إلي الإيمان به.. ياقومنا أجيبوا داعي الله.. وختم كلمته بدعوة الشعب المصري والشعوب العربية والإسلامية أن تتماسك وتتعاون في دحر التطرف والمتطرفين الخارجين علي المجتمع فاستحق عليهم حد الحرابة بنص القرآن الكريم.. وقال إن الاختبارات ستستمر حتي الخميس القادم حيث نعلن أسماء الفائزين وتسليم جوائزهم عدا الأول والثاني سنؤجل تسليمهما الجوائز لحين دعوتهما في ليلة القدر القادمة للمشاركة في الاحتفال السنوي إن شاء الله.