المغالطة والازدواج في المعايير هي آفة حكومة واشنطن علي مر الزمان فنجدها تغض البصر عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والتي تمارسها السلطات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة ضد الشعب الفلسطيني.. وفي نفس الوقت تنصب نفسها محاميا دوليا ومدافعا عن قضايا حقوق الإنسان في كافة دول العالم دون أي سند شرعي ودون وجود حقائق ملموسة علي الأرض تفيد أو تؤكد ما يتم سرده من وقائع في تقريرها السنوي الصادر عن وزارة الخارجية والذي تستخدمه كوسيلة من وسائل الضغط لتحقيق غرض ما وفي الغالب الأعم فإن نوايا الإدارة الأمريكية دائما سيئة لأن الجميع يدرك تماما أن الولاياتالمتحدة لا تأبه بحقوق أي إنسان وإنما تتشدق بذلك من وقت لآخر عندما تسير الأمور في دولة ما علي غير إرادتها.. وقد جاء رد مصر قويا علي وزارة الخارجية الأمريكية التي أصدرت تقريرها السنوي منذ أيام عن حقوق الإنسان حول العالم وانتقدت فيه بشدة أوضاع حقوق الإنسان في المحروسة. وجاء رد مصر الرسمي قاطعا وحاسما علي لسان الدكتور بدر عبدالعاطي المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية بأن التقرير غير متوازن وغير موضوعي ويتضمن الكثير من المغالطات معلقا علي ذلك بأن مصر لا تنتظر شهادة حسن سير وسلوك من الخارج.. وشدد عبدالعاطي علي أن إغفال تقرير الخارجية الأمريكية الواقع الحالي في مصر مغالطة وازدواج في المعايير وتساءل إذا كانت أمريكا تدافع عن حقوق الإنسان في مصر والعالم فماذا عن انتهاكات حقوق الإنسان في أمريكا نفسها ومنها قضايا التنصت وأسرار فتح معسكر جوانتانامو حتي الآن؟ لقد خرجت عشرات الملايين من الشعب المصري يوم 03يونيو للمطالبة بحقهم الشرعي في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد أن خالف النظام السابق كل الأعراف والقوانين وتناست أمريكا أن تذكر في تقريرها ما تتعرض له الدولة ورجال الجيش والشرطة وأبناء الشعب من إرهاب وإذا بها تصاب بنوع من أنواع الانفصال الشبكي الذي ينعدم معه الإبصار وتشير في تقريرها إلي أن ما حدث في مصر كان إطاحة بحكومة مدنية منتخبة.. إنني أدعو الله سبحانه وتعالي أن يمن علي حكومة واشنطن بالشفاء العاجل من انعدام البصر والبصيرة وأن يزيح عنها الداء الملاصق لأحكامها وهو الازدواجية في المعايير لأنه لا يصح لدولة عظمي كالولاياتالمتحدة الاستمرار علي هذا النهج الذي يضر بمصالحها وينتقص من مصداقيتها.. إن شيمة الكبار الاعتراف بالأخطاء فمتي تعيد أمريكا حساباتها وتعود إلي رشدها حتي لا تزداد خسائرها لا سيما أن هناك منافسين كثرا لها الآن علي الساحة الدولية..