سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس مبارك يشارك في الاحتفال بليلة القدر ويكرم الفائزين في المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم عالمنا الإسلامي تتوالي عليه هجمات شرسة وبعض من أبنائنا يتطاول علي الإسلام عن جهل وافتراء
الرئيس مبارك يلقى كلمته فى الاحتفال بليلة القدر حرص الرئيس محمد حسني مبارك كعادته كل عام علي المشاركة في احتفال مصر بليلة القدر المباركة وتكريم الفائزين في المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم.. هذا الاحتفال الذي تنظمه وزارة الأوقاف يتواكب خلال هذا العام مع ذكري مرور 14 قرنا علي نزول القرآن الكريم علي خاتم النبيين محمد ([) هذا الاحتفال الذي حضره كبار رجال الدين وعلي رأسهم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية ورجال الأزهر الشريف وذلك بخلاف حضور عدد من الوزراء وكبار رجال الدولة وسفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين بالقاهرة.. وفي خطابه الهام الذي وجهه للأمة الإسلامية في هذه الذكري العطرة توجه الرئيس مبارك بالتهنئة إلي شعب مصر وشعوب أمتنا العربية والإسلامية وجالياتها في مشارق الأرض ومغاربها.. كما توجه الرئيس مبارك بالتحية لرجال الأزهر الشريف الذين يحرصون دائما علي أن يأتي احتفالنا بهذه الليلة المباركة مستلهما لمسيرة ماض عريق موصول بحاضر الأمة الإسلامية ومستقبلها. أشار الرئيس مبارك في خطابه إلي أن عالمنا الإسلامي تتوالي عليه اليوم هجمات شرسة تتستر وراء حرية الرأي والتعبير والصحافة وتشوه صورة الإسلام وتعاليمه وتتجاسر علي مقدساته وتغذي المشاعر المعادية للمسلمين وجالياتهم ومن المؤسف أن ينتقل هذا التطاول علي الإسلام من الغرب إلي بلداننا بإساءات يرتكبها بعض من أبنائنا مابين طالب شهرة وطالب مال يؤذون مشاعرنا ويتطاولون علي الإسلام عن جهل وافتراء. وأوضح الرئيس مبارك في كلمته التي وجهها للأمة الإسلامية بأن احتفال اليوم بليلة القدر يأتي وعالمنا العربي والإسلامي يواجه أوقاتا صعبة يبدو فيه وكأنه بات مستهدفا في هويته وأوطانه واستقلال إرادته ومقدرات شعوبه بين مايحدث في أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان والسودان والصومال ومخاطر جديدة تتصاعد نذرها بمنطقة الخليج وتهدد الاستقرار وتضع الشرق الأوسط برمته في مهب الريح. مفتاح الأمن الإقليمي وأكد الرئيس مبارك في كلمته أن القضية الفلسطينية ستبقي دائما مفتاح الأمن الإقليمي بمنطقتنا والطريق لحل باقي أزماتها وقضاياها ومن ثم لم يعد من المقبول أن تراوح عملية السلام مكانها مابين تقدم وانحسار في وقت تستمر فيه معاناة الشعب الفلسطيني مابين قهر الاحتلال وانقسام قادته وفصائله. وأضاف الرئيس مبارك: لقد تواصلت جهود مصر لإحياء مفاوضات السلام ولإعادة توحيد الصف الفلسطيني وكما أكدت في واشنطن منذ أيام قليلة فإننا عازمون علي مواصلة جهودنا وصولا لاتفاق سلام عادل ومشرف يحقق الأمن للجميع وينهي الاحتلال ويضع الشرق الأوسط علي مسار جديد ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية بمسجدها الأقصي وحرمه الشريف.. وأكد الرئيس مبارك وعي مصر التام لواقع عالمنا العربي والإسلامي وما يواجهه من تحديات ومخاطر إلا أن إيماننا لايتزعزع في قدرتنا علي مواجهتها والتعامل معها واثقين في الله وتأييده ورعايته فلقد كان سبحانه وتعالي معنا وإلي جانبنا في أوقات الحرب والسلام. دولة مدنية حديثة وأوضح الرئيس مبارك أن مصر الأزهر ستظل حصنا حصينا للإسلام ورمزا لاعتداله ووسطيته وسماحته تمضي في طريقها نحو المستقبل حافظة لوحدة أبنائها من المسلمين والأقباط موقنة بأن الدين لله والوطن للجميع واعية لمخاطر خلط الدين بالسياسة راعية لمبادئ المواطنة وماترسيه لكافة أبنائها من حقوق وواجبات. وأضاف الرئيس مبارك: سنواصل الإصلاح علي كافة محاوره من أجل دولة مدنية حديثة ومجتمع ناهض متطور نتصدي لقوي الإرهاب والتطرف ونصون مصالح الوطن أينما كانت. واستعرض الرئيس مبارك في خطابه ماتحقق من انجازات عديدة اتسعت معها البنية الأساسية الجاذبة للاستثمار ووضعت اقتصادنا علي الطريق الصحيح وأتاحت لنا مواجهة أزمات عالمية حادة بمواردنا الذاتية ومكانتنا من الوفاء باحتياجات شعب تضاعف سكانه أو يكاد خلال السنوات الثلاثين الماضية. ضغوط الزيادة السكانية وأشار الرئيس مبارك إلي أن ضغوط الزيادة السكانية تلقي بانعكاساتها علي كافة نواحي الحياة في المساكن والمواصلات وخدمات الصحة والتعليم والأسعار وغيرها كما تلتهم أولا بأول ثمار ما نحققه من معدلات النمو والتنمية.. وبالتالي علينا أن نتساءل عما سيكون عليه الحال عندما يتجاوز تعدادنا المائة مليون نسمة في غضون بضع سنوات. وفي ختام كلمته أكد الرئيس مبارك أن الإسلام دعا للتفكر والتدبر وإعمال العقل ونحن مقبلون علي مزيد من العمل الشاق نستعيد به معدلات النمو الاقتصادي المرتفعة ونستكمل خلاله توسيع قاعدة العدل الاجتماعي وستظل أولويتنا محاصرة البطالة وإتاحة المزيد من فرص العمل ونضع نصب أعيننا مساندة الفقراء والبسطاء والمهمشين. وقال الرئيس مبارك: لقد كان لنا في رسول الله ([) الأسوة الحسنة وأدعو الله في هذه الليلة المباركة أن يحفظ مصر بلدا آمنا ويوفقنا ويسدد خطانا إنه نعم المولي ونعم النصير. وقد قام الرئيس مبارك خلال الاحتفال بتكريم الفائزين في المسابقة العالمية الثامنة العشرة للقرآن الكريم حيث سلم العشرة الأوائل جوائزهم المالية وهي المسابقة التي شارك فيها 100 متسابق من 68 دولة. وكان الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف قد ألقي كلمة رحب فيها بالرئيس محمد حسني مبارك وأكد خلالها علي أهمية العلم والسعي نحو إعمال العقل وتحقيق التقدم العلمي والتكنولوجي وخاصة أن الله سبحانه وتعالي قد كرم الإنسان ومنحه القدرة علي التعقل والتفكير وحثه علي تحصيل العلم ومن هنا قامت الحضارة الإسلامية عندما أدرك المسلمون الأوائل أهمية العلم.. كما أكد الدكتور زقزوق أن الإسلام يدعو الي التمسك بقيم التسامح والتعاون والتراحم ونبذ العنصرية والتطرف والتعصب. كما أشار الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إلي أن الاحتفال بليلة القدر هذا العام هو الاحتفال بالقرآن الكريم الذي نحتفل بذكري مرور 14 قرنا علي نزوله علي خاتم النبيين محمد ([) هذا الكتاب الكريم الذي أنشأ حضارة إسلامية كبيرة في ظرف 80 عاما ودعم السلام وحقوق وحريات الإنسان العامة.. وفي ختام كلمته وجه شيخ الأزهر التحية للرئيس مبارك ودعا الله أن يسدد خطاه علي طريق الحق والخير لمصر.