المحظورة وأمريكا إيد واحدة دليل جديد يثبت الدعم الذي قدمته إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لجماعة الإخوان المسلمين قبل وصولهم إلي الحكم وحتي الآن... وثائق وتسريبات لتسجيلات توضح دور الخارجية الأمريكية في مساندة الجماعة الإرهابية وتمهيد الطريق لهم لحكم مصر، خاصة بعد سيطرة رجال التنظيم الدولي علي مراكز صنع القرار بالبيت الأبيض... تقارير تؤكد تفاصيل المؤامرة الأمريكية الإخوانية وإجتماعاتهم وصفقاتهم لتحقيق حلم بلد العم سام ب"الشرق الأوسط الكبير"... يخطئ من يظن أن واشنطن ستترك المحروسة "رمانة الميزان" دون أن تحاول فرض سيطرتها وإشاعة الفوضي من خلال المنظمات والجماعات الإسلامية وعلي رأسهم الإخوان التي رفضت مؤخراً تصنيفهم كمنظمة إرهابية، بحجة كونهم فصيلا سياسيا، الأمر برمته لا يتعدي محاولة لالتقاط أنفاسها وترتيب أوراقها من أجل إعادة تنظيم الجماعة الإرهابية للحكم من خلال الدوبليرات ومن ثم تمرير المخطط الأمريكي. اتهامات عدة طاردت إدارة أوباما منذ اندلاع ثورات الربيع العربي بمحاولاتها استبدال عباءة الدكتاتور بعباءة التيار الإسلامي، الذي لقي دعما كبيرا من الولاياتالمتحدة. فقبل وصول الإخوان للحكم وحتي بعد وصولهم، حذرت العديد من التقارير الإعلامية العالمية والمحلية من امتداد أذرع "الأخطبوط الإخواني"، المتشعبة داخل مراكز صنع القرار بواشنطن، والتي كانت علي صلة وثيقة بقيادات الجماعة وحزب "الحرية والعدالة" بالقاهرة. ومن أبرز هذه الشخصيات هوما عابدين، إحدي مستشارات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، ومحمد الإبياري، أحد قيادات التنظيم الدولي ومستشار الأمن القومي في إدارة أوباما. ومؤخراً كشف مركز "مشروع التحقيق حول الإرهاب" والمعروف ب »IPT« المعني برصد أنشطة جماعات الإسلام السياسي حول العالم، عن تسجيلات تثبت عدم إخضاع وفد الإخوان الذي زار الولاياتالمتحدة خلال عام 2012 وقبل فوز المعزول محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية، للتفتيش والفحص الأمني المعتاد في المطارات، رغم أنهم لم يكونوا من كبار الشخصيات أو مسئولين حكوميين. ويؤكد التقرير أن هذا الإجراء جاء تنفيذاً لأوامر أوباما شخصياً، حيث طلب من مكتب الأمن الداخلي بعدم إجراء الفحص الأمني لوفد الإخوان، وأعطائهم وضعاً خاصاً ومعاملة استثنائية. ومهدت الخارجية الأمريكية الطريق لوفد زائر من مسئولي المحظورة لدخول الأراضي الأمريكية، دون الخضوع لإجراءات التفتيش المعتادة. وتوضح التسجيلات التي وصفت بأنها "حساسة وإن لم تكن سرية"، تفاصيل جديدة، حيث أصدرت وزارة الخارجية وثيقة من صفحة واحدة بعنوان "تجميع مواعيد وصول ورحيل وفد الإخوان" وتحتوي الصفحة علي أربعة اتصالات منفصلة بين يومي 30 مارس و16 إبريل من عام 2012. وأشار الموقع إلي أن الإخوان لديهم اتصالات مفتوحة مع حماس، التي تصنفها الولاياتالمتحدة كجماعة إرهابية، إلا أن صدور تعليمات من الخارجية الأمريكية بإعفاء وفد الإخوان من التفتيش كان استثنائياً. حيث أمرت الأخيرة بتجنب تفتيش أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، ممن سافروا إلي الولاياتالمتحدة في عام 2012 ومنحهم تأشيرة "الشخصيات الهامة" أو »VIP«. وكان علي رأس أحد الوفود الإخوانية حسين القزاز، المستشار الرئاسي للمعزول مرسي قبل الإطاحة به. أما الوثيقة فتؤكد أن جماعة الإخوان كانت تعمل مع إدارة أوباما للوصول للحكم في مصر والتخطيط لذلك من خلال أنصارهم العاملين بوزارة الخارجية الأمريكية، ومنهم الإبياري. وكشفت الوثيقة أن الوفود الإخوانية المتجهة للولايات المتحدة كانت تسافر عبر مطار "مينيابوليس" و"جون كينيدي" و"دالاس" وكانوا يدخلون تلك المطارات ومعهم تأشيرة دخول معروفة باسم "مجاملة الميناء". وتوضح إحدي الوثائق بتاريخ 2 أبريل 2012 التي تم الكشف عنها، أن وفد أعضاء الحرية والعدالة سافر من خلال مطارات جون كينيدي ودالاس، وكان مرورهم بسهولة ويسر ودون أي اضطرابات. وأشارت إلي أن عضو الإخوان القزاز، سيأتي في 3 أبريل 2012 وكانت التزكية لسفره وتسهيل الأمر جاءت من السفارة الأمريكيةبالقاهرة، التي منحته التأشيرة وكان معها تأشيرة لما يسمي ورقة "مجاملات الميناء"، وقد وصل "القزاز" في 3 أبريل بمطار دالاس. وفي 16 أبريل 2012 غادر وفد الإخوان المسلمين، بعد ورود أوامر من إخوان القاهرة بأهمية مغادرة الأراضي الأمريكية، وبالفعل سارع مكتب البعثات الأجنبية لترتيب عملية المغادرة، وتوفير الأمن لآخر عضو زائر من الوفد وهو المتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية العدالة "عبد الموجود الدرديري"، من خلال مكتب الأمن في مطار "مينوبوليس" مطار "جون كينيدي" في 16 أبريل. ووفقاً للمركز فإن "الدرديري" كان أحد المتورطين في فضائح جنسية خلال فترة إقامته بالولاياتالمتحدة، وقال موقع IPT نقلاً عن مصادر قضائية ووثائق مؤكدة إن المحققين لديهم معلومات تربط بقوة بين الدرديري وبين جريمة تناقل صور إباحية للأطفال محل التحقيق في ولاية بنسلفانيا. ومن ناحية أخري، منحت سفارة الولاياتالمتحدةبالقاهرة تأشيرة دخول لهاني نور الدين، العضو في الجماعة الإسلامية، المدرجة علي اللائحة الأمريكية السوداء للمنظمات الإرهابية، للقاء مسؤولين أمريكيين كبار في إطار الوفد الإخواني الذي زار الولاياتالمتحدة. وحينها بررت وزارة الخارجية الأمريكية ذلك قائلة بأنه لا يوجد أي سبب للاعتقاد بأنه يشكل تهديداً للولايات المتحدة، وأضافت أن الإدارة لديها الاهتمام بهم وترغب في تطوير علاقاتهم. وتزامناً مع الإفصاح عن هذه الوثائق، صرح جنرال متقاعد في القوات الجوية الأمريكية، يدعي "توم مكينيرني"، عن تواجد ما لا يقل عن 10 أو 15 عضواً من جماعة الإخوان داخل الحكومة الأمريكية، حتي بعد فشلهم في مصر، مؤكداً أن التنظيم الدولي مازال له كلمته داخل إدارة أوباما. قال مكينيرني في سياق حديث أجراه مع محطةWMAL الإذاعية في واشنطن إن نفوذ الإخوان تسبب بحدوث مشكلات كبري في كافة أنحاء الشرق الأوسط. وأشار في سياق حديثه بالنفوذ الذي تحظي به الجماعة داخل وزارة الأمن الداخلي، ومكتب وزارة الخارجية خلال فترة عمل هيلاري كلينتون، حيث كانت تعمل عابدين. ويوضح مكينيرني أن في 2012 أرسل مايكل باكمان عضو الكونجرس عن ولاية مينيسوتا، وترينت فرانك من ولاية أريزونا، ولويس جوميرت من تيكساس، وتوم روني، ولين ويستمورلاند، خطاباً إلي مكتب المدير العام للاستخبارات الوطنية الأمريكية، ووزارة الدفاع، ووزارة الأمن الوطني، ووزارة العدل، ووزارة الخارجية لاستيضاح مدي النفوذ الذي وصل إليه تنظيم الإخوان بين صفوف الإدارة. وقال روني في خطابه إن الإخوان يدعون في العلن إلي ارتكاب العنف ضد الولاياتالمتحدة، ورغم ذلك فقد وصل إلي علمنا أن هذا التنظيم ربما نجح في اختراق صفوف الأمريكية. لذا يريدون من الاستخبارات الأمريكية إجراء تحقيق حول المراكز العليا التي قد يكون أعضاء هذا التنظيم تمكنوا من الوصول إليها في الجيش وأجهزة الاستخبارات، والتأثير المباشر لذلك علي الأمن القومي الأمريكي. وأكد موقع »CBN« الإخباري الأمريكي، أن الإخوان لا تزال علي قيد الحياة داخل الولاياتالمتحدة، تمضي وتحرز أهدافاً داخل مرمي الإدارة الأمريكية، موضحاً أن بعض أفرادها يشغلون مناصب مؤثرة بالإدارة علي الرغم من إعلان الجماعة "منظمة إرهابية" في مصر، وأن وجودهم بالإدارة يؤثر علي الأمن الأمريكي. واستناد الموقع الإخباري إلي تصريح "الإبياري" الموالي للجماعة، الذي تسبب في عاصفة نظراً لدوره داخل الحكومة الأمريكية وقربه من أوباما؛ حيث تعرض عضو المجلس الاستشاري للأمن القومي الأمريكي إلي موجة من الانتقادات بعد تغريدته علي "تويتر" قائلاً: إن الولاياتالمتحدة دولة إسلامية ودستورها يتوافق مع الشريعة الإسلامية. ووفقاً لخبير مكافحة الإرهاب "رايان ماورو" فإن الإبياري ساعد الإخوان بكل قوته، حيث قام بالدخول علي قاعدة بيانات خاصة بالاستخبارات الأمريكية بولاية تكساس وقام بنسخ المعلومات ووئاثق وتسريبها لوسائل الإعلام. وتشير التقارير إلي أن الإبياري قدم خدمات كبيرة إلي مكتب التحقيقات الفيدرالي في تسهيل عمليات التواصل مع الإسلاميين. واليوم يستمر الدعم من قبل أوباما وإدارته ولكن من الأبواب الخلفية لتنظيم "المحظورة" في مصر حتي الآن، حيث أكدت واشنطن أنها ستواصل الحوار مع الإخوان، كجزء من التواصل مع الأحزاب والجماعات المختلفة علي نطاق واسع، مشيرة إلي أن مسؤولي السفارة الأمريكيةبالقاهرة علي تواصل مع الإخوان وغيرهم عبر اجتماعات منتظمة مع قيادات الجماعة، للتحدث بشأن الوضع السياسي في مصر. وأكدت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية، ماري هارف، في مؤتمر صحفي، أن الولاياتالمتحدة لم تصنف جماعة الإخوان "منظمة إرهابية"، مضيفة أن واشنطن كانت واضحة بشأن تعاملها مع جميع الأطراف في مصر للمساعدة في الانتقال إلي عملية شاملة والمضي قدما فيها. وأكدت ذلك كاندس بوتنام، قنصل عام الولاياتالمتحدةالأمريكية في الإسكندرية، قائلة إن إدارة أوباما لم تصنف الإخوان كمنظمة إرهابية وفقاً للقوانين الأمريكية حتي الآن. فلايزال هناك تأييد داخل البيت الأبيض وصقور الإدارة الأمريكية للمحظورة رغم تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن "الجيش المصري استعاد الديمقراطية في 30 يونيو تلبية لطلب الملايين المصريين" وكان هذا اعترافا رسميا من الولاياتالمتحدة بأن ما حدث في مصر مؤخراً "ثورة شعبية" وليس "انقلاباً". إلا أن الكاتب الأمريكي "روبرت سبنسر"، وصف الرئيس أوباما بكونه ممثل ومندوب الإخوان الأول في البيت الأبيض، حيث قام بدعم تنظيمهم قبل قفزهم علي السلطة في مصر وحتي وقتنا الحالي، وإصراره علي مساندة هذا النظام الذي أثبت فشله، وخرج ملايين من الشعب المصري لإسقاطه. فواشنطن لن تكف عن مساعدة المحظورة لاستعادة سيطرتهم علي السلطة من جديد تحت ظلال البيت الأبيض الذي وجدوه المكان الآمن والدافئ لهم في الفترة الأخيرة، باعتبارهم أدوات لتحقيق المشروع الأمريكي وإقامة "الشرق الأوسط الجديد".