قصر الإليزيه لاتزال أصداء قصة الرئيس هولاند الغرامية تهز المسرح السياسي الفرنسي في الوقت الذي تتفاقم فيه المشاكل الاقتصادية. المشكلة الأعظم تكمن في توقيت الفضيحة التي طفت علي السطح بأيام قليلة قبل الزيارة المرتقبة إلي الولاياتالمتحدة حيث ينتظره الرئيس الأمريكي وزوجته. علماُ بأن هولاند يتطلع لهذه الزيارة منذ وقت بعيد لتعزيز صورته علي المستوي الدولي والمحلي. وبالرغم من أن غراميات الرئيس تشغل الصحف والمجلات الأجنبية إلا أن 56٪ من الفرنسيين ينظرون للموضوع علي أنه مسألة شخصية بحتة خاصة بعد أن اضطرت جولي جابيه لنفي شائعات حملها بشكل رسمي. وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد لتهنئة الصحافة بالعام الجديد تهرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من الإجابة علي سؤال حول صحة فاليري تريرفيلر والتي يطلق عليها لقب السيدة الأولي رغم أنهما غير متزوجين.. ولكنه اعترف بأن علاقته بشريكة حياته تمر بلحظات مؤلمة. ورداً علي سؤال يتعلق بحياته الخاصة قال: يمكن لأي شخص أن يمر بمحن في حياته الخاصة. هذا هو وضعنا حاليا وهي أوقات مؤلمة. إلا أنه رفض قول ما إذا كانت فاليري تريرفيلر مازالت رفيقة حياته أم لا. وأضاف الأمور الخاصة تعالج بشكل خاص قبل أن يعلن أنه سيوضح وضع علاقته مع تريرفيلر قبل زيارته المرتقبة إلي الولاياتالمتحدة. وكان الرئيس قد شرح في مؤتمره الصحفي لمدة نصف ساعة الأوضاع الاقتصادية في البلاد وخططه المقبلة لمحاربة الأزمة الخانقة التي تمر بها البلاد. ولكن الملف الشخصي طغي علي لقائه بالصحفيين. جاء ذلك بعد أن كشفت مجلة فرنسية متخصصة في أخبار المشاهير، ملفا كبيرا مرفقا بصور عن علاقة غرامية مفترضة تربط الرئيس الفرنسي مع ممثلة شابة وأكدت المجلة: أنه "قرابة رأس السنة ذهب الرئيس علي دراجته النارية إلي الممثلة في منزلها حيث اعتاد فرنسوا هولاند قضاء الليل" وطرحت المجلة مسألة أمن الرئيس موضحة أنه كان "برفقة حارس شخصي واحد يحفظ سر هذه اللقاءات مع الممثلة ويجلب لهما حتي الكرواسان". وهذه ليست المرة الأولي التي يطرح فيها هذا الموضوع حيث كانت الممثلة الشابة قد رفعت شكوي إلي نيابة باريس في نهاية مارس 2013 للتعرف علي المسئولين عن شائعات تم تداولهاعلي الإنترنت والتي أفادت عن ارتباطها بعلاقة مع فرانسوا هولاند. ويذكر أن الممثلة شاركت في شريط إعلاني في حملة فرانسوا هولاند الانتخابية عام 2012وصفت فيه المرشح للرئاسة في ذلك اليوم بأنه رجل "متواضع" و"رائع" و"ينصت فعلا إلي الآخرين". ورغم الملاحقات القضائية التي تعرضت لها المجلة بسبب ما نشرته الأسبوع الماضي إذ قالت مصادر مقربة من مجلة "كلوزر" أن الأخيرة تلقت شكوي من الممثلة الفرنسية جولي جابيه، محل الجدل في فرنسا الآن، لخرق الخصوصية، وطالبت من خلالها بغرامة تقدر ب50 ألف يورو بالإضافة إلي أربعة آلاف تكاليف التقاضي. إلا أن المجلة عادت مرة أخري لتثير نفس الموضوع وروت تفاصيل جديدة لقصة الحب التي جمعت بين الرئيس والممثلة. زعمت المجلة أن هذه العلاقة الغرامية سرية مع الممثلة السينمائية جولي جابيه بدأت منذ عامين. وتطرقت إلي وجود شقة أخري شهدت حبهما السري، غير تلك التي أشارت إليها في عددها السابق . ووفقا للمجلة فقد بدأت قصة الغرام في عام 2011حيث إن الممثلة السينمائية جابيه التي كانت داعمة لسيجولين رويال (الرفيقة الأولي لهولاند وأم أولاده الأربعة) في انتخابات 2007 انضمت إلي الفنانين الأكثر تعاطفا مع حزب اليسار الاشتراكي وساندت هولاند في معركته الانتخابية. وأضافت المجلة أن جابيه التقت بالرئيس المقبل وشاركته في اجتماعات انتخابية في أبريل من عام 2012. ورصدت " كلوزر" أيضا أن الرئيس الفرنسي قضي عطلة الصيف في عام 2012بعيد انتخابه ، مع فاليري تريرفيلر (سيدة فرنسا الأولي). ولكنه في الصيف 2013 قضي هولاند عطلته الصيفية في مدينة "تول" وظهر بالسوق أمام الجميع مع الممثلة جولي جاييه كما أنه زار والديها اللذان يعيشا في منطقة الدوردوني جنوبفرنسا. ومن ناحية أخري لاتزال السيدة الأولي ، في حالة من التعب العصبي الشديد ، ولن تستطيع مغادرة المستشفي قبل أيام ، حيث يحيط بها بعض الأصدقاء ، ومعظمهم من زملائها الصحفيين في حين أن الأطباء لم يسمحوا للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بزيارة رفيقته فاليري تريرفيلر التي تعالج حاليا بالمستشفي إثر نشر تقرير صحفي حول علاقة غرامية مزعومة بين هولاند والممثلة الفرنسية جولي جابيه. ويبدو أن لعنة قصر الإليزيه تطارد ساكنه فمن بعد الزعيم الراحل شارل ديجول تكبد الرؤساء كل في عصره بهذه اللعنة.. أشهرهم فالييري جيسكار ديستان الذي اصطدم بسيارة نقل الساعة الرابعة فجراٌ. وعندما نزل السائق تبين أنه رئيس الجمهورية إذ كان يقضي السهرة بصحبة مذيعة تليفزيونية سمراء، كانت مشهورة جداُ في ذلك الحين . الحال اختلف مع من سبقه في هذا المكان إذ تداول البعض قصة علاقة غرامية جمعت زوجة جورج بومبيدو بالممثل الفرنسي آلان ديلون. وجاء الدور علي فرانسوا ميتران الذي أخفي ابنته وعشيقته طوال السنوات التي قضاها في الإليزيه. وقد سكنت لفترة محددة في القصر عشيقته ان بنجو والدة ابنته غير الشرعية مازارين بنجو.. مروراٌ بقصص نيكولا ساركوزي وإتمام زواجه الثالث علي عارضه الأزياء والتي أنجبت له طفلة. ولو عدنا بالتاريخ نجد أنه في عام 1853؟ أصبح قصر الإليزيه مسكناً لأوجيني دو مونتيجو محظية الإمبراطور، وأمر نابليون الثالث بتجديد القصر كله،. ويعد البناء الحالي للقصر امتداداً لبنائه في هذه الحقبة الزمنية، وهي آخر التغييرات المهمة في تاريخ القصر.