يفتح إضراب الأطباء بسبب بدل العدوي الباب أمام مناقشة الأمراض المعدية وكيفية انتقالها وكيفية التخلص منها وخصوصا أنه من السهل انتشارها خصوصا في البيئة غير الصحية وغير السليمة مع انتشار الغازات الملوثة. تعتبر أهم الأمراض المعدية والأكثر شهرة هي (الجدري المائي والحصبة والدرن والتهاب الغدة النكفية وحمي التيفود وشلل الأطفال والتسمم الغذائي البكتيري والالتهاب والكبدي الوبائي والجرب والإيدز). وتنشأ الأمراض المعدية عند دخول أجسام غريبة ملوثة إلي جسم الإنسان. تكون هذه الأجسام الغريبة عبارة عن جراثيم، فيروسات، فطريات أو طفيليات. تنتقل هذه الأجسام عن طريق العدوي من إنسان آخر سواء عن طريق الطعام الملوث، أو من خلال التعرض لأي من العوامل البيئية التي تكون ملوثة بأي من هذه الأجسام. ولهذه التلوثات أعراض جانبية كثيرة علي الجسم، منها ارتفاع حرارة الجسم والأوجاع، بالإضافة إلي عوارض أخري تختلف باختلاف موقع الإصابة بالعدوي فبالإمكان الإصابة بعدوي تسبب أعراضا مرضية خفيفة، وبالتالي لا يستلزم علاجها أكثر من تلقي العلاج المنزلي. وبالمقابل هنالك حالات خطيرة قد تسبب الوفاة. ومن جانبه يقول الدكتور سمير محمود الطنطاوي أستاذ التغذية والأمراض المعدية بكلية الطب جامعة أسيوط، إن أعراض الأمراض المعدية تكون عبارة عن ارتفاع حرارة الجسم (الحمي) وفقدان الشهية والضعف والإصابة بأوجاع في العضلات، مشيرا إلي أن هناك أسبابا كثيرة للإصابة بالتلوثات مثل الجراثيم وهي كائنات حية وحيدة الخلية، التي تسبب نطاقا واسعا من الأمراض، بدءا من الأمراض الخفيفة كالتهاب الحنجرة العقدي، أو التلوث في قنوات البول، وانتهاء بأمراض حادة وصعبة، كأمراض الحمي المختلفة أو التهاب أغشية الدماغ. بالإضافة إلي الفيروسات وهو كائن حي يصغر الجرثومة، ولا يمتلك القدرة علي الحياة بشكل مستقل. ويتسبب في الإصابة بأمراض كثيرة، منها الأمراض واسعة الانتشار، كالنزلات البردية الاعتيادية، ومنها الأنواع شديدة الندرة كمرض الايدز. وأوضح أن الفطريات أحد أسباب الإصابة بالأمراض المعدية وتتسبب في الإصابة بأمراض صعبة تصيب أجهزة مختلفة في الجسم كجهاز التنفس أو الجهاز العصبي. بجانب أنها تسبب أمراضا مثل الملاريا أو العمي النهري التي تعتبر أقل انتشارا في الدول الغربية. وأشار إلي أنه قد يتم التقاط العدوي عند الملامسة المباشرة، أي عند التلامس مع شخص حامل للعامل الملوث المصاب بمرض مثل: التعرض لشخص آخر الذي يكون مريضا وفي تلك الحالة يكون انتقال العدوي من شخص مريض عن طريق الملامسة المباشرة أو عن طريق سوائل الجسم (التي تنتقل عبر القبلة، السعال أو العطس). وأكد أن بعض الحيوانات قد تكون حاملة للعوامل الملوثة، وتنتقل إلي الإنسان عن طريق تلقيه عضة من الحيوان المصاب، أو بفعل التعرض للإفرازات الناتجة من الحيوان عن طريق اللمس وتنتقل العدوي بالتلوث إلي الجنين إذا أصيبت الأم الحامل، عن طريق الحبل السري أو وقت الولادة عن طريق قنوات الولادة. وأشار إلي أنه قد تنتقل العدوي أيضا بطريقة غير مباشرة، عندما يكون ناقل المرض حاملا للعامل الملوث، ولكن من غير أن يكون مصابا بالمرض مثلا: عند لمس الأسطح الملوثة أوعند تناول طعام يحتوي عوامل ملوثة أو التعرض لحامل للعامل الملوث مثل الناموس، البراغيث والقمل. وقال طنطاوي إن جميع الاشخاص معرضون للإصابة بالتلوثات، إلا أن خطر الإصابة لدي الأشخاص ذوي المناعة المتدنية يكون أكبر. وأضاف أن هناك مجموعات الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة أكثر من غيرهم وهم الأشخاص المصابون بأمراض المناعة الذاتية والأشخاص الذين يتلقون علاجات تحتوي علي ستيروئيدات والأشخاص الذين يتلقون علاجات مضادة للسرطان بالإضافة إلي الأشخاص الذين أجروا عمليات لزراعة الأعضاء ومرضي نقص المناعة البشرية. وأكد أن الوقاية من الأمراض المعدية تكون عن طريق القيام بالكثير من الخطوات التي تساهم في تقليل خطر الإصابة بالتلوث منها غسل اليدين خاصة قبل تناول الطعام، بعد لمس الأطعمة غير المجهزة، قبل تناول الوجبة، بعد لمس الأشخاص المصابين بأمراض وعند الخروج من دورة المياه. بالإضافة إلي تلقي التطعيمات والحفاظ علي النظافة في المطبخ: وخاصة عند إعداد الطعام والامتناع عن ترك أطعمة غير مطبوخة لوقت طويل في المطبخ، دون حفظها بدرجة حرارة مناسبة بجانب الجنس الآمن. من جانبها قالت شيرين نصيف مسئول المتابعة والتقييم بوحدة الغذاء من أجل التعلم إن الأطفال في المدرسة يحتاجون إلي رعاية صحية دائمة لتجنب الأمراض المعدية إيماناً بمقولة (الوقاية خير من العلاج)، وهناك كثير من الأمراض المعدية قد يتعرض لها الأطفال أثناء مخالطتهم بزملائهم في دور الروضة أو في المدرسة. وأشارت إلي أن أهم الأمراض المعدية للأطفال في دور الروضة أو المدرسة الجدري المائي الذي يعد مرضا فيروسيا ينتقل عن طريق السعال أو الاتصال المباشر مع السوائل. بجانب الحصبة التي يكون لها مضاعفات، وينتقل عن طريق السعال أو العطاس من قبل شخص يحمل الفيروس. بالإضافة إلي الإنفلونزا التي تنتقل عن طريق الرذاذ لسعال أو عطاس شخص مصاب بالفيروس. وقمل الرأس (حشرات الشعر) وهي حشرة صغيرة جدا تعيش علي فروة الرأس، حيث تضع بيضها ويمكن أن تنتقل بسهولة بين شعر الرأس. وأكدت أن أفضل طرق الوقاية من الأمراض المعدية بالنسبة للأطفال في المدارس التأكد من غسل وتنظيف الأطعمة الطازجة التي تؤكل نيئة، مثل: الخضار والفواكه بشكل جيد وتجنب تناول الأغذية المكشوفة المعرضة للغبار والذباب أو الحشرات وغسل الطفل ليديه بالماء والصابون قبل وبعد استعمال دورات المياه. بالإضافة إلي العناية بنظافة دورات المياه والمغاسل والمشارب وتوفير الصرف الصحي السليم والاهتمام بغسل يد الطفل قبل وبعد الأكل وتهوية الفصول الدراسية في المدارس والأماكن المزدحمة بشكل جيد حتي في أيام البرد لتقليل فرصة انتقال العدوي بجانب التخلص السليم من القمامة ومكافحة الذباب والتقيد بالنظافة العامة. وإبلاغ مدرس الفصل حال إصابة الطفل بمرض معد وإبلاغ المدرسة لأهل الطفل في حالة إذا ما أصيب بوعكة أو مرض لأخذ الاحتياط اللازم.