وقعت العديد من حوادث القطارات خلال العام المنصرم علي الرغم من وعود كل مسئول يتولي وزارة النقل ويتحدث عن تنفيذ خطط لتطوير منظومة السكك الحديدية وإعادة هيكلتها للتقليل من الحوادث إلا أن ذلك لم يحدث وكعادة المسئولين بعد كل حادث يبحثون عن كبش فداء ويكون إما عامل المزلقان أو سائق القطار أو أن يتم صرف تعويضات لأهالي المتوفين، ويبدو أن أرواح المواطنين أصبحت رخيصة إلي هذا الحد، ويمر الحادث رغم مرارته مرور الكرام علي جميع المسئولين بوزارة النقل وكأن شيئاً لم يكن حتي نستيقظ علي كارثة أخري ولم تتوقف حوادث القطارات وكأنها أصبحت مفروضة علينا. كما شهدت وزارة النقل في عام 2013تولي وزيرين هما الدكتور حاتم عبد اللطيف ود. إبراهيم الدميري الذي تولي الوزارة بعد ثورة 30 يونيو عقب عزل الرئيس محمد مرسي. ففي المنتصف الأول من عام 2013 وخلال فترة تولي الدكتور حاتم عبد اللطيف وقعت العديد من الحوادث التي جاءت استكمالا لمسلسل الكوارث في مصر، ومن أبرزها حادث قطار البدرشين حيث لقي 19 شخصاً مصرعهم وأصيب 117 آخرين إثر انفصال عربتين من قطار تجنيد عند مزلقان أبو ربع بالبدرشين بمحافظة الجيزة. وفي حادث آخر في 26 مارس 2013 أصيبت طالبتان عندما صدمهما قطار بمنطقة دسوق، والطالبتان هما رانيا إبراهيم الداوودي، 17 سنة، وأصيبت ببتر في الذراع اليمني، وغادة السيد صابر، 17 سنة، وأصيبت بتهتك شديد بالطرفين السفليين، وكسور بالحوض. وبعد ثورة 30 يونيو، تولي د.إبراهيم الدميري، مسئولية وزارة النقل، وتوقفت حركة القطارات لثلاثة أشهر، كانت كفيلة لتطوير المزلقانات، وصيانة القطارات، ورفع كفاءتها لتفادي تلك الحوادث. ولم يتوقف نزيف دم المصريين في عهد الدميري، حيث اصطدم قطار بضائع بسيارة أجرة "ميني باص"، وسيارة نقل أمام مزلقان دهشور بمحافظة الجيزة، فجر الاثنين 18 نوفمبر، عندما عبرت السيارة الأجرة المزلقان، وهو ما أدي إلي حادث التصادم، وأدي الحادث إلي مقتل 30 شخصًا، وإصابة 34 آخرين، وأحيل عامل المزلقان وسائق القطار إلي التحقيق كالعادة، كما تم صرف 20 ألف جنيه لأسرة المتوفي، ونسبة من هذا المبلغ طبقاً لحالة الإصابة. وفي 29 أكتوبر 2013علي مزلقان »الحبشي« بمحافظة المنيا، دهس قطار سيدتين، وشرطياً عند مزلقان السكة الحديد، مما أدي إلي مصرعهم في الحال. وفي 10 نوفمبر 2013 خرج قطار "سوهاج - المنيا" عن القضبان قبل دخوله محطة أسيوط حيث خرجت عجلات العربة التالية للجرار عن القضبان، وفي نفس اليوم لقي طفل مصرعه تحت عجلات القطار الواصل، بين مدينتي" منوف بنها". وكشف تقرير رسمي حول أسباب حوادث القطارات، صادر عن الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، أن 51 ٪ من حوادث القطارات، بسبب العنصر البشري. وأشار التقرير إلي أن هيئة السكة الحديد، تركز فقط علي الأنشطة اليومية للتشغيل، دون الاهتمام بتأهيل وتدريب العاملين، الذين يبلغ عددهم حوالي 70 ألفا. وأرجع التقرير زيادة معدلات الحوادث، إلي التراخي في أعمال المتابعة والمراقبة المستمرة لأداء العمالة الفنية، بجانب عدم الالتزام بقواعد التشغيل التي تحقق الأمان والسلامة، لحركة القطارات. وللحد من أخطاء العنصر البشري، أوصي التقرير بضرورة التطبيق الصارم والعادل، لمبدأ الثواب والعقاب، وربط ترقي العاملين بتقييم أدائهم، ونشر ثقافة السلامة، وإعداد برامج تحفيزية مادية ومعنوية، لتشجيع العاملين في مجال السلامة. وأثارت حوادث القطارات المتكررة خلال الأعوام القليلة الماضية، العديد من التساؤلات حول إمكانية توقف هذا النوع من الحوادث التي يسببها الفساد والإهمال من قبل المسئولين عن هيئة السكك الحديدية، من جانب وسلوكيات المواطنين الخاطئة في عبور المزلقانات من جانب آخر. كما توقفت حركة القطارات ما يقرب من 100 يوم منذ 14 أغسطس الماضي بالتزامن مع فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية، لتصبح أطول فترة توقف لها في تاريخ مصر، ليتبعها سلسلة من التذبذب في التشغيل مابين الوجه القبلي والبحري وسط استياء من المواطنين مستخدمي القطارات بسبب ارتفاع أجرة الميكروباصات التي تقلهم إلي المحافظات. وبلغت خسائر هيئة السكة الحديد ما يقرب من 100 مليون جنيه نتيجة توقف حركة القطارات في الوجهين البحري والقبلي بحسب إبراهيم الدميري وزير النقل والمواصلات، الذي قام باختيار المهندس سمير نوار كرئيس لهيئة السكك الحديدية، والذي وعد في أولي تصريحاته بتطوير المزلقانات، والاهتمام بمصالح الركاب، ونظافة العربات والمحطات، والأمن والسلامة في عمليات التشغيل، ورفع طاقة تشغيل البضائع، وضبط مواعيد القطارات، وحسن معاملة الركاب . مترو الأنفاق يعد مترو الانفاق المرفق الذي عمل بشكل شبه منتظم علي مدار العام.. لكن بعض محطاته شهدت إغلاقا ومن بينها محطة مترو الجيزة بعد مصرع أحد عمال المترو بطلق ناري في الرأس، ومحطة السادات (ميدان التحرير) بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة 14 أغسطس الماضي ما تسبب في استياء الكثيرين من مستخدميه بعدما تم الاعتماد فقط علي محطة الشهداء (ميدان رمسيس) التي تحولت إلي ما يشبه ساحة القتال بسبب التزاحم علي دخول المترو بعد أن أصبحت هي الوحيدة التي تسمح بتحويل الخطوط، وهو ما جعلها من أزحم الأماكن في القاهرة دون منازع، وأدي الضغط الشديد علي المحطة إلي حدوث العديد من حالات الإغماء والسرقات والتحرش، كما تعرض المترو لعدد من حوادث التكسير والتلفيات والسرقات أثناء مظاهرات أيام الجمعة وكانت أبرز المحطات التي تعرضت لذلك هي كوبري القبة، والبحوث، وشبرا الخيمة، وكلية الزراعة، والمظلات.