لقطة من فىلم سلم إلى دمشق للمخرج القدىر »محمد ملص« عشر سنوات هي عمر مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي ولد عملاقا.. ويعد اليوم من أفضل مهرجانات العالم أجمع.. ومتفوقا علي مهرجانات عديدة. عشر سنوات من الجهد المبذول.. ليحق »لدبي« أن تتيه علي العالم بهذا المهرجان الذي يقدم أحدث وأجمل الأفلام وأروعها ويستضيف كبار نجوم العالم الذين باتوا يحرصون بشدة علي التواجد وسط أنشطته وفعالياته. عشر سنوات قدم فيها مهرجان دبي السينمائي الدولي الدعم للعديد من الأفلام ليستطيع أصحابها الانتهاء منها.. والكثير منهم مخرجون كبار لكن أمام أزمة صناعة السينما توقفوا لولا هذا الدعم. كما شارك المهرجان في إنتاج أفلام سينمائية متميزة لمخرجين شبان أثروا الساحة الفنية والسينمائية.. وهي إحدي صور دعم السينما الجيدة التي يقدمها المهرجان. فتحية إلي هذا المهرجان ورئيسه »عبدالحميد جمعة« ومديره الفني »مسعود أمر الله« دينامو المهرجان.. وعموده الفقري.. هو وكل كتيبة العاملين المختارين بعناية شديدة كل في موقعه لتتوحد المعزوفة في نغمة رائعة صداها هذا النجاح الكبير. وسوف يعرض في هذه الدورة (174 فيلما) مابين روائي طويل.. وقصير.. ووثائقي يمثلون (143 دولة). ويرأس لجنة تحكيم (المهر العربي) للأفلام الروائية الطويلة المخرج الكبير (جيم شريدان).. أما لجنة تحكيم »المهر العربي« للأفلام الوثائقية فيرأسها المخرج المصري »يسري نصر الله«. أما لجنة تحكيم (المهر الآسيوي) فيرأس لجنة تحكيمها الناقد السينمائي »توني راينز« أما مسابقات »المهر« للأفلام القصيرة العربية الآسيوية، والأفريقية والإماراتية فيرأسها المخرج التونسي »نوري بوزيد«. أما الفنانة العالمية »كيت بلانشيت« فترأس لجنة تحكيم جائزة أي دبليوسي للمخرجين الخليجيين في عامها الثاني والتي تبلغ جائزتها مائة ألف دولار.
وقد تم اختيار الفيلم الفلسطيني »عمر« للمخرج هاني أبو أسعد للافتتاح.. والفيلم كان قد حصل علي دعم »إنجاز« لدعم المشاريع قيد الإنتاج التابع لمهرجان دبي السينمائي.. وذلك بعد فيلمه »الجنة الآن«. وقد شارك فيلم »عمر« في مهرجان »كان« الأخير في مسابقة قسم (نظرة ما) وفاز بجائزة لجنة التحكيم وكان الفيلم العربي الوحيد المشارك في (نظرة ما). وهاني أبو أسعد يعد اليوم من أهم المخرجين العرب.. وأنا شديدة الانحياز له.. ولكل أعماله فهو مخرج واع بقضايانا ولديه رؤية في طرح كل هذه القضايا.. الفيلم يروي قصة ثلاثة أصدقاء »عمر« آدم بكري.. و»طارق«.. »إياد حوراني« و»أمجد« سمير بشار.. و»نادية« ليم لباني. »عمر« وطارق وأمجد ثلاثة شباب فلسطينيين ينتمون للمقاومة.. قصة حب جميلة تجمع بين »عمر« و»نادية« شقيقه طارق.. هذا الحب يجعله يعبر يوميا الجدار العازل الذي بنته إسرائيل فانقسمت حياة الفلسطينيين.. هذا العبور يكاد يكلفه حياته حيث يتعرض لطلقات الرصاص.. مع صديقيه »أمجد« و»طارق« شقيق نادية يقتلون جنديا إسرائيليا.. لتعتقله بعد ذلك السلطات الإسرائيلية ويتم تعذيبه وتجنيده للعمل لحسابهم خاصة أنه اعتقد أن حبيبته خانته.. خاصة أن أمجد أشاع كذبا أن نادية حامل منه.. وبما أن الاثنين سوف يشتركان بشكل أو بآخر في مقتل طارق علي أيدي الإسرائيليين.. حيث أن كلا منهما كان قد تم تجنيده بشكل أو بآخر. يطلب »عمر« من الضابط الإسرائيلي أن يمنحه مهلة شهرين قبل إعلان موت »طارق« ليتم تنظيف اسمه.. وتمر الأيام بعد ذلك ليعود إليه الضابط الإسرائيلي بعد مرور عام تقريبا طالبا منه مرة أخري منه تسليم أحد رجال المقاومة. وبمكيدة وتطهيرا لنفسه ولحركة المقاومة ينتهي الفيلم بقتل »عمر« للضابط الإسرائيلي والآخرين، غاسلا عاره.. وليدرك الجميع إنه لاخيار أمام الاستعمار الإسرائيلي والعدوان الغاشم.. سوي المقاومة.. ففي استمرارها استمرار للحياة. لقد نجح »هاني أبو أسعد«.. ومجموعة أبطال فيلمه المختارين بعناية.. أن يقدم فيلما تفخر به السينما العربية.. وقد تم تصويره بالكامل بأيد فلسطينية ودعم للإنتاج من »إنجاز« دبي.. وبذلك يكون الفن الراقي خير سفير وداعية لقضايانا التي عجزت السياسة علي مدي سنوات طويلة علي إيجاد حلول لها.
وفي الختام تم اختيار فيلم (الاحتيال الأمريكي) للمخرج »ديفيد راسل« الفيلم بطولة جينفر لوانس .. وبرادلي كوبر .. وكريستيان بيل.. وإيمي آدمز.. وروبرت دينيرو.. وتدور أحداثه حول فضيحة »أبسكام« التي طالت عددا من أعضاء الكونجرس في أواخر سبعينات القرن الماضي ودخلت فيها أطراف عدة منها المافيا والمخابرات ونجمت عن صراعات وفساد تحدث عنها المجتمع الأمريكي كثيرا. العمالة الأجنبية في دبي تمثل جانبا كبيرا.. خاصة الهندية منها.. وقد شاركت هذه العمالة علي مدي سنوات طويلة في بناء البنية الأساسية والتحتية.. والتعمير.. وتقديرا لهذه العمالة.. وإيمانا بدورها في المجتمع الإماراتي يتم عرض فيلم »بطل المنجم« وهو ضمن شراكة مابين مهرجان دبي السينمائي.. وشركة »إعمار« العقارية.. وسيقدم فيلم »بطل المخيم« (نجم بوليوود) الشهير »جافيد جعفري«.. وهو يعد توثيقا لتجمعات سكانية للعمال عبر دولة الإمارات. وتضم مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة مجموعة من الأفلام العربية المختارة من بينها فيلم المخرج السوري الرائع (محمد ملص).. »سلم إلي دمشق« الذي تم تصويره أثناء الصراع الدائر علي الأراضي السورية.. والحقيقة أن »ملص« يعد واحدا من أهم المخرجين السوريين.. أفلامه قراءة في تاريخ سوريا يتضمن تحليلات اقتصادية وسياسية واجتماعية برؤية فنية واعية.. في الربط مابين الحاضر والماضي.. وذلك من خلال الفتاة »غالية« تلك الفتاة التي تعيش في جسد »زينة« التي غرقت يوم مولدها. »غالية« تحلم بأن تكون ممثلة شهيرة فتأتي إلي دمشق لدراسة التمثيل.. وتقطن في سكن جماعي يقطنه شباب سوريون من مختلف المناطق.. حياة هؤلاء الشباب تتقاطع مصائرهم مع مايحدث من أحداث في سوريا.. قلوبنا ودعواتنا لهم.. ولنا. وفي المغرب يعرض فيلم »هؤلاء هم الكلاب« للمخرج »هشام لاسري« وهو فيلم شديد الإنسانية.. وهو قصيدة شعرية ضد النسيان الذي يجتاح المجتمعات ويحفط للشعوب ذاكرتها. »مجهول« بطل الفيلم يمضي ثلاثين عاما خلف قضبان السجن بدون أي تهمة حقيقية.. فقد خرج يوما يشتري »عجلة« دراجة لابنه الصغير وباقة من الزهر لامرأته.. وقف يشاهد إحدي المظاهرات فكانت النتيجة أن تم القبض عليه وأصبح منسيا في غياهب السجون.. رغم أن كل المساجين أفرج عنهم. وقد سبق أن تعرضنا للفيلم علي هذه الصفحات من قبل.. لكن لأنه فيلم جميل تشعر بالتعاطف الشديد معه ومع بطله الذي سرقوا منه أحلي سنين العمر.. وعندما خرج وفي رحلة البحث عن أبنائه ينكرونه فقد اعتقدوا أنه تخلي عنهم. وقد أبدع الفنان »حسن ياديا« في أداء دور »مجهول« ونجح وهو يروي حكايته مع المذيع التليفزيوني أن يستدر الدموع من أعين المشاهدين.. إن الربيع العربي الذي اجتاح العديد من الدول العربية وألقي بظلاله علي دول أخري.. أثار في نفوس السينمائيين العديد من الشجن الذي أضاف إلي إبداعاتهم الكثير. »سينما الشغف« كتاب هو الأول من نوعه في المكتبة العربية والسينمائية وهو نتيجة لاستفتاء علي أهم الأفلام في تاريخ السينما العربية، وقد شارك فيه أكثر من 574 ناقدا ومخرجا والعديد من الكتاب والروائيين والأكاديميين وخبراء صناعة السينما من كافة أنحاء العالم العربي.. والغربي. وقد جاء في مقدمة أفضل مائة فيلم الفيلم المصري المومياء إنتاج عام 9691 من إخراج المصري القدير شادي عبد السلام الذي رحل عن عالمنا عام 6891 بعد معاناة شديدة مع المرض. وقد احتل المركز الثاني »باب الحديد« للمخرج الراحل يوسف شاهين.. والذي احتل فيلمه »الأرض« المركز الرابع.. وفي المركز الثالث احتل الفيلم الجزائري وقائع سنوات الجمر عام 5791 للمخرج محمد الأخضر حامينا. وفي المركز الخامس جاء فيلم مفيدة تلاتلي (صمت القصور) وفي المركز السادس »أحلام المدينة« للمخرج السوري محمد ملص.. وفي المركز السابع فيلم »يد إلهية« للمخرج الفلسطيني »إيليا سليمان«.. وفي المركز التاسع »بيروتالغربية« عام 8991 للمخرج اللبناني »زياد دويري« وفي المركز العاشر »المخدوعون« عام 2791 للمخرج الراحل توفيق صالح. أما المركز الثامن فكان لفيلم »الكيت كات« للمخرج »داود عبد السيد« الذي حصل فيلمه (رسائل بحر) علي جائزة أحسن فيلم في المهرجان القومي الأخير.. والكتاب يحتوي أيضا دراسة نقدية للناقد والكاتب »زياد عبدالله« وهو جهد كبير يشكر عليه.