من المؤكد ان الأيام الماضية قد مرت علي السودان الشقيق دون ان يتمتع أبناؤه بفرحة عيد الفطر المبارك. ان الأحداث الدامية التي تخضبت بدماء شهداء أبناء هذا الشعب حرمتهم من هذه الفرحة. كان من الطبيعي ان تتشح البيوت والنفوس بالسواد بعد هذه التطورات المأساوية غير المتوقعة. لا جدال انه شيء مؤسف ومحزن أن تشهد ساحات الثورة السلمية السودانية المتواصلة التي استهدفت اسقاط النظام السابق.. توالي سقوط الضحايا الشهداء. علي ضوء أي تصاعد للأحداث فإنه ليس أمرا طيبا ومبشرا بأن تنتهي أزمة ما بعد سقوط البشير. ان السبب وراء ذلك.. هذا الفشل الذي تعرضت وتتعرض له عملية التفاوض بين قيادات هذه الثورة والمجلس الانتقالي العسكري الذي يتولي السلطة حاليا. ان ذلك يعود وفقا للتطورات المعلنة الي عمليات الشد والجذب ووضع الشروط وتصعيد المطالب بين الجانبين المتفاوضين. كل دول العالم التي رحبت بهذه الثورة عبرت عن عدم سعادتها بهذا الذي يحدث. بالطبع فإن مصر كانت في مقدمة هذه الدول بحكم علاقتها الوطيدة بالسودان الجار والشقيق وعضو الاسرتين العربية والافريقية وشريك »النيل» الخالد. هذا الموقف تجسد في مطالبة كافة الأطراف بضبط النفس والعودة الي مائدة التفاوض والتفاهم ووقف الصدامات وما يترتب عليها من نزيف للدماء. إن التجمعات الشعبية السودانية علي حق في مطالبها. في نفس الوقت فإنه لابد أن يوضع في الاعتبار متطلبات الحفاظ علي أمن واستقرار السودان. هذا يتطلب عدم اعطاء أي فرصة لمحاولات المتربصين والانتهازيين الذين لا يرجون خيرا لهذا البلد الشقيق. لا جدال ان هذه الفئة وانطلاقا من ممارساتها التي كان لنا تجربة معها.. تفتقد للانتماء للوطن. إنه لا يهمها أمن واستقرار ورخاء السودان.. وإنما تسعي الي أن يتحول الي ساحة للصراعات الدموية التي تؤدي الي فقدانه لوحدته وتلاحمه. إن الآمال تتركز حاليا في أن تسود الحكمة والايمان بالحس الوطني. سلوكيات وتصرفات كل الأطراف. ان هذا يحتم الادراك بإن ذلك هو الطريق السليم وصولا الي ما يحقق آمال وتطلعات الشعب في الحرية والحياة الكريمة. لا أحد يمكن أن يشكك في وطنية وأهداف كل أطراف هذه الأزمة السودانية بعيدا عن أي تدخلات. حول هذا الشأن فإن المحبين للسودان والمهتمين بأحواله.. يُناشدون الجميع بأن يكونوا علي مستوي المسئولية تجاه الصالح الوطني. من المؤكد أن تحقيق هذا الهدف مرهون بالتجاوب مع رغبات الغالبية الشعبية الشريفة. و»للحديث بقية»