اذا كانت هناك فروق "فنية" عربيا، بين الافراد والجماعات، وفقا للموهبة، والشخصية، والامكانات، استحقت افراد مسابقة عبر فضائية "ام بي سي مصر" لها بعنوان " آرابز جوت تالنت" ، فإن الثروات البشرية وخيرات الدول الافريقية الطبيعية، وما جلبت عليها من اطماع دول ااخري، اسرائيل في مقدمتها، أولي في تقديري بأن تحظي باهتمام اعلامي عربي- افريقي، يبرز قيمة هذا الكنز واهمية الاستثمار فيه، وتنمية موارده لصالح شعوبه، فإن لم نفلح في ادارة حملة اعلامية جادة للترويج للفكرة، فليكن ذلك من خلال برنامج موجه، علي شاكلة الاذاعات الموجهة الي افريقيا التي تبث من القاهرة بلغات ولهجات افريقية متعددة، ولكن هذه المرة، باسخدام تقنية الفيديو في قالب "لايت"، يحمل مثلا عنوان: " افريكانز جوت تالنت"، اوماشابه، المهم ان يضمن لنا الحفاظ علي ثروات وابراز قيمة مواردنا الطبيعية، لجذب الاستثمارات لأبناء القارة وليس غيرهم. الامر جد خطير، واذكر ان الامام الاكبر شيخ الازهر ألمح الي شي من هذا،خلال لقائه وفد الاعلاميين الافارقة منتصف فبراير الماضي بمكتبه بالمشيخة حين قال نصا: " القارة الإفريقية من أغني قارات العالم، ولكن المفارقة اللامنطقية بين ثروات هذه القارة وبين التقدم التكنولوجى فيها تصيب بخيبة أمل، فالقارة تعيش مؤامرة عالمية لتظل فى هذا المستوى وتستمر كمركز تمويل للعالم فى استثماراته وحضارته، خاصة وان افريقيا لديها مناجم طبيعية وثروات بشرية تجعلها تقهر المستحيل، فقط تحتاج إلى كتيبة إعلامية تعمل على ذلك". ليس سرا ان رئيس الحكومة الإسرائيلية زار بعض العواصم الأفريقية مرارا، بل واعلن عن عزمه زيارة المزيد، والمساهمة في حل مشاكل دولها، واكاد اجزم بأن مصر تسايق الزمن خلال رئاستها الاتحاد الافريقي العام الجاري 2019، للم الشمل العربي-الافريقي، علي نحو توصيات ومبادرات ملتقي الشباب العربي الافريقي الأخير باسوان برعاية الرئيس. وليس سرا كذلك ان زياراتٍ أفريقيةٍ تمت في المقابل إلى الكيان الصهيوني، واكبها توقيع اتفاقياتٍ عسكريةٍ واقتصادية وزراعية ومائية وعلمية، وفتح خطوط الملاحة الجوية، صورت في مجملها الدول الأفريقية التي باشرت علاقاتها معها، بأنها على أبواب مجدٍ وعظمة،فهل سنترك خيراتنا لهم؟ والي متي؟! [email protected]