أنعشني هواء التكييف البارد الذي ينساب من فتحاته طوال الليل، حتي أيقظني الصباح بنوره الساطع، يملأ الغرفة، الشمس بحرارتها الساخنة، وسط جو قائظ شديد الحرارة، بدا عادل في مثل هذه الأيام من شهر أغسطس، افترش قرص الشمس أشعته خارج نافذتي، الحجرة لا يزال هواؤها لطيفًا، كان جسدي مُسجّى على طرف السرير من فعل هواء بارد يندفع نحو وجهي، قمت من فوري أفتح جهاز التلفاز حتى لا تفوتني رؤية تظاهرة شلة معصوم "مزنوق" الذين لا يتجاوز أعدادهم أصابع اليد الواحدة، الملاعين الذين يمارسون الدجل السياسي، القاعدة أنه لا عودة مرة أخرى لمشاهد الفوضى التي عاشتها الدولة المصرية قبل أربع سنوات مضت، ولكن أين هم هؤلاء الملاعين...؟! يوم 31 أغسطس الماضي، كان في يقيني ويقين كل المصريين، أنه لن يتميز أبدًا عن نفس اليوم من العام الماضي، ولن تمر به أحداث تجعله مختلفًا؛ إلا في حرارة الجو والرطوبة المرتفعة التي تلهب أجسادنا، وتجهد أعيننا...، كم مرة دعت فيها جماعة الشيطان للتظاهر...؟! على مدى أكثر من أربع سنوات ماضية وهم يتوهمون نجاح دعوتهم، مثل بعض الأسماك الصغيرة عندما تتوهم وهم يسبحون في قاع المحيط أنهم تحكموا في مياه البحار وفرضوا قواعدهم وقوانينهم على باقي الأسماك...، في كل مرة أدرك أن الانتظار يرفع من معنوياتي، ويزيدني تصميمًا على تصميم أن هذه الجماعة، مثلها مثل الشيطان عندما يئس أن يعبده المسلمون، فسعى في التحريش بينهم، والتحريش في اللغة معناه التحريض على الفتنة، هؤلاء الإخوان الذين زعموا ومنذ نشأتهم، أنهم قاموا ليجاهدوا في سبيل الله، وليعلوا كلمة الإسلام، وليبصروا المسلمين بأمور دينهم الحنيف، هم أخطر عصابة إجرامية دولية، لم تكتف بما خضب تاريخها من إرهاب دموي، وما أحاط نشاطها في الماضي والحاضر من تآمر وخيانة وغدر، تبرأت منه كل الرسالات السماوية، فإذا بها تتآمر في كل وقت بإشاعة الأكاذيب، ثم تجدهم يتحدثون عن مصالحة ومبادرات، عبر وجوه من يظن أنهم تركوا الجماعة، وتبرأوا من أفعالها، أمثال أبو الفتوح، والهلباوي المقيم حاليًا في لندن، الذي ظهر منذ أيام قليلة مضت، على قناة الشرق الإخوانية التى يرأسها الهارب أيمن نور، وشن هجومًا على الدولة المصرية، مادحًا قيادات الإخوان ومؤسسها حسن البنا، حتى أنه وصف حسن البنا، أصل شجرة الإرهاب في العالم، بأعظم شخصيات القرن العشرين، وأن شباب حركة 6 إبريل تواصلوا معه من أجل المبادرة، وأبدوا دعمهم لنصوصها. لقد أصبح من واجب كل مواطن في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الوطن، الذي يمر بأهم برنامج إصلاح اقتصادى عبر تاريخه، أن يتصدى للدعايات والشائعات التي يروجها عملاء الرجعية، وأذناب الاستعمار في الماضي، وسي آي إيه، و"M.I.6"في الحاضر. [email protected]