في قلب بكين كان الرئيس عبد الفتاح السيسي حاضراً أمس في افتتاح الدورة السابعة لمنتدي التعاون الصيني - الأفريقي (فوكاك).. مصر التي ستتولي رئاسة الاتحاد الأفريقي العام القادم كانت حاضرة لتقود التعاون بين الصين والقارة السمراء في السنوات القادمة. في أكتوبر عام 2000 انطلق منتدي التعاون الصيني -الأفريقي ليصل حجم التبادل التجاري بينهما إلي 170 مليار دولار حيث تعمل 2500 شركة صينية في القارة السمراء، وفي افتتاح قمة - فوكاك - أمس بمشاركة 20 من قادة أفريقيا ومسئولين من 30 دولة بالقارة أكد الرئيس الصيني بينج أن بلاده ستمنح دول القارة 60 مليار دولار مساعدات واستثمارات وتمويلا لمشروعات تنمية، ليؤكد علي الانطلاقة الاقتصادية الكبيرة للعلاقات بين الصين وأفريقيا وتعزيزها وتنميتها في السنوات القادمة. المؤكد أن أفريقيا لم تحمل أي ضغينة تاريخية للصينيين، فهم لم يكونوا يوما قوة احتلال ونهب ثروات كما فعلت أوروبا ودولها، ولهذا تشهد العلاقات انطلاقات قوية وبخطوات واسعة علي طريق المستقبل والتنمية التي تخدم مصالح الطرفين، وقد كان لمبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين عام 2013 دور مهم في تعزيز علاقاتها الاقتصادية بمصر ودول القارة. قبل انطلاق القمة العالمية بحضور رؤساء وقادة أكبر المنظمات الدولية كانت مصر والصين وقعتا اتفاقات اقتصادية جديدة باستثمارات 18٫3 مليار دولار، لينطلق التعاون الاقتصادي بين البلدين الذي يقوده الزعيمان السيسي وبينج إلي آفاق غير مسبوقة، وبعد أن كانت مصر الشريك التجاري الثالث للصين في أفريقيا يمكنها أن تصبح الشريك الأول في فترة قريبة جدا، خاصة مع علاقة الثقة والاحترام التي تجمع زعيمي البلدين، كما أن الصين - كما أكد رئيس وزرائها لي كه تشيانغ بعد لقائه الرئيس السيسي - تعرف جيدا أن مصر أهم دولة بمنطقتها وأنها تنطلق علي طريق المستقبل بخطوات واسعة سريعة واثقة. وجود زعيم مصر القوي والمؤثر في كل فعاليات القمة الصينية الأفريقية، يؤكد أن مصر أصبحت بمثابة القلب للعلاقات الصينية الأفريقية.. ومصر عازمة علي دفع هذه العلاقات إلي الأمام وتنميتها بما يحقق مصالح وطموحات دول القارة السمراء. واليوم سنكون علي موعد مع كلمة مهمة للرئيس السيسي خلال المائدة المستديرة التي ستجمع قادة الصين وأفريقيا لبحث سبل وأساليب تقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية، والتغلب علي أي عقبات تواجهها. وبالأمس لم تغب أفريقيا عن نشاط الرئيس المكثف في بكين.. فبعد أن التقي أول أمس رئيسي السودان والصومال ورئيس وزراء إثيوبيا، كان اللقاء بالأمس مع رئيس جنوب السودان سيلفا كير.. حيث أكدت مصر علي دعمها لاستقرار جنوب السودان وخريطة الطريق السياسية بها، كما تم بحث سبل التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. في بكين يواصل الزعيم عبدالفتاح السيسي العمل ليل نهار.. والهدف واحد هو رفعة شأن مصر التي استعادت ثقلها الإقليمي والدولي، وتحقيق مصالح شعبها العظيم.