خمسة مشاهد استوقفتي في فعاليات المؤتمر الوطني السادس للشباب التي استضافته قلعة العلم جامعة القاهرة بمشاركة فعالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.. تلك المؤتمرات التي أصبحت بحق ودون مواربة الباب المفتوح للتواصل بين الرئيس والشعب بكل فئاته. المشهد الأول لقبة الجامعة الشامخة والذي أعادني قرابة الخمسة وعشرين عاما عندما تخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وأصبحت بعد أن كنت ألزمها يوميا صباح مساء اكتفي بزيارات معدودة لحضور مؤتمر أو البحث عن كتاب في مكتبة الجامعة العامرة. المشهد الثاني حرص الرئيس علي توجيه الشكر لاسم الأميرة فاطمة إسماعيل صاحبة الفضل في دخول مشروع جامعة القاهرة للنور بعد أن كان قد توقف لسنوات لضيق ذات اليد فإذا بها تتبرع بمجوهراتها وأرضها لاستكمال الجامعة.. قد يكون هذا الكلام معروفا للبعض لكن الجديد حرص الرئيس علي توجيه الفضل لأهله مقارنة بوقت سابق كان فيه مجرد الحديث عن العهد الملكي وأحد أفراده قمة الممنوعات. المشهد الثالث لقاء الرئيس بالشاب محمد عمر محمد خيري طالب كلية الحقوق بجامعة الزقازيق، وأحد المتميزين الذين تم تكريمهم، حيث أمسك الرئيس بالميكروفون لتمكين الشاب من إلقاء كلمته وعقب الانتهاء من رسالته قام بتقبيل رأسه بروح الأب الفرح بنجاح وتفوق أبنائه. المشهد الرابع كفيل بإنهاء مقولة أن المؤتمرات عامة »كلام وخلاص» وبعدها يذهب كل أحد لشأنه وإذا كانت هناك دراسات تذهب للأدراج »تظهر أو لا تظهر أو يفعل الله بها ما يشاء» لكن المؤتمرات التي بدأها الرئيس ويشارك في فعالياتها كسرت الحاجز النفسي بين الناس والمؤتمرات فكلها خرجت بقرارات ملزمة للحكومة بل ومحددة توقيتات التنفيذ. قرر الرئيس إعلان 2019 عاما للتعليم وفي اعتقادي أن هذا تأخر كثيرا في وقت نعاني فيه من مستوي غير مرض للتعليم في كافة مراحله.. ولعل قرار الرئيس بداية ثورة تصحيح في هذا المجال المهم جدا لبناء الإنسان مع إطلاق المشروع القومي لتطوير نظام التعليم. أمير الشعراء أحمد شوقي يقول: قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا.. وها هو الرئيس يقرر تخصيص 20 % من المنح الدراسية خارج وداخل مصر لكوادر التربية والتعليم لمدة 10 سنوات وفي اعتقادي أن رفع مستوي المعلم والعاملين في العملية التعليمية مطلب مهم لإنجاح أي نظام تعليمي خاصة أن المعلم عنصر أساسي في المنظومة. وضمن القرارات المهمة التي أصدرها الرئيس إنشاء هيئة اعتماد جودة البرامج للتعليم الفني والتقني.. هذا النوع من التعليم الذي أهملناه لوقت طويل وجعلناه ملجأ للطلاب الضعاف ما أخل بمخرجات التعليم الفني لسوق العمل رغم النقص الشديد الذي يعانيه هذا المجال.. وحسنا قرر الرئيس لعلاج هذه الإشكالية المهمة إنشاء مركز لتدريب وتأهيل المعلمين والمدققين للتعليم الفني الجديد. وحتي تنتهي موجة الدراسات والبحوث النظرية التي لا تخدم قضايا المجتمع قرر الرئيس تكليف رئاسة الوزراء بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة لربط الخطط والمشروعات البحثية بالجامعات المصرية باحتياجات الدولة والمجتمع وإيجاد حلول للمشكلات.. التي تواجه الدولة، بجانب تكليف رئاسة الوزراء بالتنسيق مع المجلس الأعلي للجامعات لإعداد خطة شاملة علي مستوي الدولة لعودة الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية بالجامعات.. وهذا أيضا مطلوب بشدة وبقوة فقد كانت الجامعات في السابق موردا مهما لمختلف المواهب الرياضية والفنية والثقافية لكنها تحولت بمرور الزمن لمعلبات لتلقين وحفظ المعلومات وليس تدبرها والتفكر فيها. أيضا أسعدني قرار إتاحة الفرصة لطلاب المدارس لممارسة الرياضة والأنشطة الثقافية والفنية بمراكز الشباب وقصور الثقافة.. وتنبع أهمية ذلك بعد أن تحولت بعض هذه المنشآت لبيوت خفافيش علاها الصدأ من عدم الاستخدام وأولادنا أولي بها لتفريغ طاقاتهم واكتساب مهارات بدلا من التسكع علي النواصي.. كما أثلج صدري قرار إنشاء »حاضنات للإبداع والابتكار» تحت رعاية المجلس الأعلي للجامعات لتوفير أوجه الدعم اللازم للشباب المبدعين وتكليف مجلس الوزراء بالتنسيق مع وزارة الدفاع بتبني مشروع الهوية لكل محافظة وعرضه خلال 3 أشهر. المؤتمرات الوطنية للشباب مكسب مهم من مكتسبات عصر الرئيس السيسي ويجب علينا تنميتها والتوسع فيها لتشمل كافة المحافظات وجميع فئات المجتمع وأتمني أن أري يوما المواطن الذي نعرفه في الشارع والحارة وعلي المقاهي وفي وسائل المواصلات العامة مشاركا في مثل هذه المؤتمرات المهمة التي تعكس بحق نبض الشعب وتخرج منها القيادة بقرارات فورية تضع حلولا لمشاكل آنية يعانيها الناس يوميا وأيضا تضع برامج وخططا طويلة المدي للنهوض بالبلاد. حفظ الله مصر وشعبها الأصيل من كل سوء.