عندما رأيتها للمرة الأولي كنت علي أعتاب العمل الصحفي، كانت إيريس نظمي نجما ساطعا في سماء الصحافة الفنية، تصورت لفترة عدم تقبلها للجديد، وبتكرار اللقاءات التي تحولت ليومية والحوارات التي تعرفت بها إليها أكثر وجدت أنها شخصية جادة محترمة مجتهدة، اهتمامها الأكبر بعملها فلا وقت لديها تضيعه في القيل والقال، لم أسمعها يوما تتحاكي علي زميل أو زميلة، تقف من الكل - سواء من جيلها أو من يليه ويليه - علي مسافة واحدة من التعامل النقي الصادر عن محبة أساسية لمجلتها الحبيبة آخر ساعة، ولم يتوقف عطاء إيريس للصحافة فقط فساهمت في العمل بمهرجانات سينمائية عديدة إيمانا منها بنشر الثقافة السينمائية علي نطاق واسع بالمجتمع، ترأست مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط لثلاث دورات منذ 2006 ، وكانت نائب رئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما لعشر سنوات وفي بداية السبعينيات كانت قد ارتبطت من خلال كتابتها المختلفة والمتعددة عن السينما والسينمائيين بعلاقات قوية مع فنانين وفنانات من أصحاب الصفوة والتميز مما دعاها لكتابة مذكرات وذكريات وأدق الأسرار عنهم منهم شادية وفريد شوقي وعبد الحليم حافظ وشاهدة علي عذابه وآلامه مع مرضه يوم اتهمه كثير من الصحفيين والجمهور بادعاء المرض.. إيريس نظمي علي المستوي الإنساني صديقة مخلصة فلا أنسي لها أبدا يوم تم فصل الزميل الراحل نبيل بدران بسبب تأخره في العودة من عمله بالخارج ويوم عاد أخذت علي عاتقها مهمة إرجاعه لعمله لأنها تعرف قدرات زميلها ورفيق رحلتها جيدا ..لم تفقد الأمل وبقيت علي محاولتها واستطاعت بفضل الله أولا أن تعيده إلي عمله كناقد مسرحي مشهود له حتي جاء الأجل.. والموقف الثاني عندما أخبرني الأستاذ رشدي صالح بعدم موافقته علي سفري كمرافقة للزوج وأن عليّ أن استقيل قبل سفري، شاهدت دموعي فأمسكت بيدي وتوجهت لمكتب الأستاذ موسي صبري رئيس مجلس الإدارة وقصت عليه فما كان منه إلا أن طمأنني وأكد لي استطاعتي السفر.. مواقف ومواقف للراحلة الفاضلة إيريس نظمي.