مرة أخري، وبالقطع لن تكون الأخيرة، يقف العالم عاجزا عن التحرك الإيجابي والفاعل، لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم والمتكرر ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومرة أخري يكون الموقف الرسمي الذي تتخذه القوي العظمي في عالم اليوم، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية، التي تدعي الدفاع عن حرية الشعوب وحقوق الإنسان، هو الصمت المخزي علي جرائم القتل والعنف اللا إنساني التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. وهكذا رأينا الشهداء الفلسطينيين يتساقطون برصاص جنود الاحتلال خلال المسيرات السلمية، التي اندلعت بالأراضي المحتلة في ذكري يوم الأرض، رفضا واحتجاجا علي استمرار الاحتلال واعلانا عن تمسكهم بأرضهم، وإصرارهم علي العودة لديارهم التي استولت عليها إسرائيل بالقوة ودون حق ودون أن يتحرك ضمير العالم لإنقاذ الشعب الفلسطيني. ووسط استمرار العنف والعدوان الاسرائيلي وتصاعده واستمرار سقوط الشهداء والمصابين، اكتفت المنظمات الدولية بمناشدة الأطراف التهدئة وعدم التصعيد، دون اتخاذ قرار دولي ملزم ورادع للمحتل الاسرائيلي، الذي يتمتع بحماية وتشجيع القوي العظمي وصمت بقية القوي علي جرائمها المستمرة. وخلال ذلك رأينا الرئيس الفلسطيني أبومازن يعلن الحداد الوطني، ويطالب الأممالمتحدة ومجلس الأمن التدخل لمعاقبة اسرائيل ويناشد المجتمع الدولي التحرك لوقف المجزرة،..، بينما رأينا قادة حماس يؤكدون علي استمرار المسيرات والمواجهات،..، ورأينا أيضا إدانات واستنكارات عربية.. دون جدوي ودون تحرك أو استجابة من أحد. وكل هذا متوقع، ولا شيء يمكن توقعه خلاف ذلك، في ظل الخلافات والانقسامات الفلسطينية، والضعف والتشتت العربي،..، وفي ظل عالم مات ضميره، ولا يعترف بغير القوة وسيلة للتعامل ولغة للحوار،...، ودعونا نعترف بالحقيقة الواضحة والمؤكدة بأن الحق يحتاج دائما إلي قوة تحميه وتحافظ عليه وتعيده إلي أصحابه.