كل الشواهد تؤكد تعرض ثقافتنا المصرية والعربية مؤخرا إلي الكثير من التدهور والانحدار، فمن المسئول عن ذلك هل السياسات المتقلبة أم مسئولو قطاعات الإنتاج الحكومية أو الخاصة؟ ولكن بحكم الواقع المبكي سيكتشف الناس أننا نعاني أزمة إبداع حقيقية، خصوصا في مجالي الأدب والفنون، ولنتصور مثلا أن الأديب المتميز عصام دراز الذي سبق أن قدم روائع أدبية راقية المستوي منها فتاة الدموع والمطر الذباب الأزرق عيون مصرية مأساة حمار غسيل مخ قصة حب في يونيو 67 السمك الروسي يشرب القهوة وكلها حملت تجارب مفيدة للجيل الحالي والقادم، ويكفي عصام دراز فخرا كتابة دراسة عنه بالإنجليزية قدمها المستشرق الإنجليزي »ديزموند ستيورات« بعنوان رواية مصرية عن الحرب، مأخوذة عن رواية دراز حب يونيو 67.. أشاد فيها بالمقاتل المصري الذي يختلف عن مثيله في كل بلاد العالم، ولأن دراز عاشق للتفوق سارع بفتح خزائن إبداعه وقدم للعالم كله من خلال تأليفه وإنتاجه وإخراجه الفيلم التسجيلي.. نجيب محفوظ جسر الحضارة إلي العالم، رؤية جديدة لبناء صورة للتفاهم بين العقل العربي والأوروبي متمثلا في أديب نوبل نجيب محفوظ بشهادة أساتذة ونقاد ومفكرين عرب وأوروبيين، بخلاف أن دراز غاص بكاميراته الإبداعية المليئة بالثراء الإنساني داخل أزقة ودروب وأحياء مصر المحروسة وتعرض لعالم الفقراء المهمشين والبسطاء وفي ذات الوقت أعلم مثل غيري من المتابعين لروعة أعمال هذا الأديب العسكري الأصل أنه ذاق الأمرين وهُضم حقه كمواطن وفنان من مسئولين بالحقل الفني، لكن بحكم أننا نعيش عصرا جديدا للحريات نطالب د.صابر عرب وزير الثقافة بترجمة فيلم محفوظ لجميع اللغات العالمية ليكمل النجاح الحقيقي لبناء جسر من التفاهم والانفتاح الثقافي علي شعوب العالم مع تقديم الجزء الثاني للفيلم بتوقيع عصام دراز تحت عنوان »عالم نجيب محفوظ« الذي يستكمل فيه التعبير عن عالمه منطلقا من ركيزته الثقافية المستمدة من نبض مصر المحروسة.. ويطرح فيه قضايا جديدة كقضايا المرأة ودوره في السينما ككاتب سيناريو بجانب رواياته التي تحولت لسيناريوهات أو أفلام تعتبر من أهم علامات السينما المصرية، ونطالب أيضا د.درية شرف الدين وزيرة الإعلام بالاستمرار في القضاء علي الفساد والمحسوبية داخل ماسبيرو والتجهيز لإعادة عرض فيلم محفوظ جسر الحضارة إلي العالم مع قرب ذكري الاحتفال بميلاده يوم 11ديسمبر القادم تعويضا للظلم المادي والمعنوي الذي وقع علي عصام دراز وتلبية لرغبة ملايين المشاهدين نظرا لأنه لم يعرض سوي مرة واحدة..