قرأت واقعنا المصري بهدوء ثلاث سنوات أرصد أفعال الشعب وردود أفعاله مع كل حادث وحديث فلم أجد فعلا واحدا يستند لمنطق ولا رد فعل محسوب يضبطه العقل والمصلحة بل بدا لي أننا كريشة معلقة في الهواء لاتملك قرار استقرارها مادام الهوي يتلاعب بها وهانحن بعد ثلاث سنوات من إزاحة مبارك وبطانته عن سدة الحكم وبعد تجربة مرة مع حكم الإخوان وهزل التنظيمات السياسية المتلاطمة المتسارعة– مثلها مثل الإخوان – للقبض علي السلطة لم نتقدم خطوة واحدة للأمام وقد راهن البعض علي دخول مصر عصر الفضاء خلال سنوات قصيرة بعد الإطاحة بمبارك وسقط الرهان وسقطت معه الأحزاب والجماعات وكل التنظيمات السياسية والمهلبية فلا أرضا قطعنا.. ولا ظهرا أبقينا! واليوم عدت أراجع قراءاتي أحاول تصحيح بعض النتائج التي قد تسبب لي حرجا ولوما إذا ما صدعت بها فلم يطاوعني عقلي لحظة وأصر علي اعتقاده بأن هذا الشعب هو الفرعون نفسه وليس حكامه وأنه وحده يملك القوة والجبروت وفرض الإرادة ..بل والإتاوة متي شاء.. علي من شاء لايرده قانون ولا شاويش ، وأن الشعب تضخمت ذاته مغرورا بقوته فاستعلي علي مصر وبات يناصبها العداء في عقوق غير مسبوق، الجديد عندي أن من يسمون بالنخبة - ولانخبة ولا يحزنون – سبقوا عامة الشعب في عقوق الوطن والجهالة عليه وتسارعوا جميعا إلي التهام ماحسبوه تورتة لذيذة الطعم سهلة القضم والهضم ! ومع هذه الحالة الشعبية المستعصية فشلت الديموقراطية وترنحت الحرية فلم يبق لنا إلا هذه الفوضي العارمة التي عمت البلاد والعباد وسدت منافذ الوصول أمام السياح والمستثمرين حتي أوشك الاقتصاد علي الانتحار .. أقول: إننا أمام حقائق ثابتة علي الأرض تؤكد أن أي رئيس مدني لمصر لن ينجح ولن تستقر له دولة ، فالشعب المتفرعن لا حل معه إلا بحاكم قوي تسنده قوة جبارة تكسر غرورالفراعين الكبار وأفراخهم الصغيرة التي دخلت سباق العقوق لمصر.. نريد رئيسا قويا جبارا عادلا يكبح جماح الغرور ويرد العقوق عن مصر ويضبط الشارع ويعيد الحياة للمصانع والمزارع وينصف المظلوم ويردع الظالم .. نعم تجربة الرئيس المدني فاشلة وتكرارها انتحار بطيء وقضاء مبرم علي ماتبقي لنا من مقدرات مصر وخيراتها ..فافسحوا الطريق لهذا الحاكم القوي الجبار العادل يشق طريقه إلي سدة السلطة عسي أن تبدأ مصر مسيرتها المرتقبة نحو العمل والبناء والرخاء والتقدم حتي الفضاء.