اعتاد لسانه علي نطق شتائم تتراوح مابين كبيرة ومتوسطة يقولها في كل وقت وأي وقت طالما لايسمعه إلا من شتمه فيهتم جدا بالمحافظة علي وضعه أمام الآخرين ليكون هو الظريف المبتسم وهو يخفي جزءا من غروره وتكبره ولسانه السليط إذا جلست إليه جلسة عابرة تجد اللطف والظرف يغلفان كلماته وهو يتحدث عن نفسه ذكرياته وحاضره وهي حالة من حالات الاضطراب وفقدان القدرة علي السيطرة علي الذات والسلوك بما يتفق ومعايير الكرامة واللياقة دون فقدان القدرة علي التحدث أو المناقشة أو التفكير في أي موضوع من الموضوعات التي يمكن أن يتطرق إليها الحديث ففي عام0391 أستعرض عالم النفس »بارتردج« كل ماكتب عن السيكوباتية ووجد تنافرا في الآراء حولها يتنوع فيها الأفراد تنوعا كبيرا بين من يعانون الضعف العقلي أو عصاب أو ذهان خامل ويتضمن الفئة الأهم التي أقترح تسميتها بالسيكوباتيين الاجتماعيين وأهم مايميزهم هو صعوبة التكيف لمطالب المجتمع وأهم مظهر لهذه الشخصية هي »الأنا« كما وصفها المحللون النفسيون فهو يغش ويكذب ويسرق ولايحافظ علي الوعد، والمظهر الثاني هو عدم الشعور بالذنب وهو عنصر هام في تكوين الضمير إذ يشعر الشخص السوي بالذنب إذا ما خالف القواعد الأخلاقية وبالتالي يشعر بالتعاسة وتأنيب نفسه مع شعوره بالذنب وهو لايتوافر لهذه الشخصية إذ يستمر في سلوكه المنحرف وغشه وخداعه دون شعور بالذنب وإذا حاول الاعتذار فهي مجرد ألفاظ ليس بها شئ من الإخلاص وقادر علي إعطاء أسباب وجيهة وهو إنسان متمركز حول ذاته وهي المحور الذي يدور حوله عالمه لايهمه سوي نفسه وإشباع رغباته وحاجاته إشباعا مباشرا ولما كان كالطفل لايمكنه تحمل أو تأخير أو تأجيل إشباع حاجاته فإنه يشعر بالإحباط الشديد إذا ماوقف عائق دون أهدافه ويندفع للحصول علي ما يريد دون تحذير من ضمير أو خوف من شعور بالذنب وهو يسخر كل مهاراته لرغباته ويفقد السيطرة علي نفسه.. لايتعلم من خبراته ولايجدي معه ثواب أو عقاب ويعيش غالبا في الحاضر بشعار هنا والآن ويعد شخصية عاجزة تماما عن إقامة أي رباط عاطفي أو علاقات متبادلة مع غيره فاهتمامه مركزه حول نفسه ولايسمح لأحد بدخول عالمه وتتوقف أهمية الآخرين عنده علي مدي استغلاله لهم لتحقيق أهدافه وإشباع حاجاته والصداقة الحقيقية ليست من الخبرات التي يتضمنها نشاطه رغم قدرته علي اجتذاب عطف الآخرين وحبهم ويستغل ثقتهم لتحقيق مآربه لعجزه عن التضحية للآخرين وأهم مميزاته عدم الإحساس بانفعالات الغير وينطبق هذا علي الحب فهو في العادة زير نساء وهو قادر علي تمثيل الحب ويمتاز عادة بالظرف والقدرة علي جذب الآخرين حتي ولو بالإلحاح ويتصرف كما يوحي له الموقف فكل الأقوال والأفعال موجهة لمنفعة ذاتية لايؤتمن ولا يوثق به أبدا.