إذا كانوا مازالوا يراهنون علي فتنة طائفية حاولوا اشعالها علي مر السنين وفشلوا.. فإنهم يراهنون علي المستحيل. فمصر ستظل- كما كانت علي طول الزمن- وطنا لشعب واحد علم الإنسانية معني التسامح وكل القيم النبيلة التي لا يعرفها هؤلاء الخوارج علي الدين الخائنين للوطن. وإذا كانوا مازالوا يتوهمون أنهم مازالوا قادرين علي زعزعة استقرار مصر وإشاعة الخوف في نفوس أبنائها. فهم- كما كانوا منذ ابتلي الإسلام والعروبة والإنسانية بهم- لا يتعلمون من التاريخ، ولا يدركون أن ما فعلوه بمصر منذ أن نشأوا في أحضان الخيانة، حاضر في عقل كل مواطن.. لقد كانوا علي الدوام مجرد خنجر في ظهر الوطن وفي يد الأعداء. لم يقفوا يوما واحدا في صف الوطن ولم يحاربوا معارك الدين الحقيقية التي تدعو لإعمار الأرض وإحلال السلام وأخذ الحقوق وأداء الواجبات. وإذا كانوا - بفكرهم المنحط وجرائمهم التي تخرجهم من دائرة البشر- يتصورون أنهم يسيئون لصورة مصر أمام العالم.. فهم لا يفعلون إلا أن يفضحوا - من جديد- صورتهم البشعة، ويقدموا دليل إدانة بعمالتهم، ويقدموا للعالم صورة دولة حاربت الإرهاب وحدها، ويضعوا العالم كله أمام مسئولياته في كشف كل من يدعمون هذا الإرهاب بالمال أو السلاح أو الإعلام أو نشر أفكار الضلال.. وأظن أنهم معروفون لدي قوي كبري مازالت تتعامل مع كل هؤلاء علي أنهم أدوات في خدمة مخططاتها.. حتي وهي تدعي محاربة الإرهاب أو تطلق قذائفها »الفشنك» في وجه عصاباته المجرمة!! يجتاحنا الحزن علي ضحايانا. نعزي أنفسنا ونمسح الدموع لنواصل القتال حتي نأخذ القصاص، وحتي سنثأر هذا الإرهاب المجنون من جذوره. نعرف أننا سنقدم المزيد من التضحيات وسيسقط من بيننا شهداء أبرار.. لكننا نعرف- قبل ذلك كله- أننا سنثأر للشهداء، وسننتصر للوطن، وسنحمي الدين الحنيف من هؤلاء الخوارج الذين لا يعرفون دينا، ولا ينتمون لوطن. الحرب مستمرة.. لكن علينا أن نراجع أدواتنا في المواجهة لنحسم الأمر، ونستأصل الخطر الذي يستهدف وطنا كانت وحدته الوطنية هي طريقه علي الدوام لقهر كل التحديات، وستظل كذلك.. ولو كرهت جماعات الإرهاب ومن يدعمونها. تحية لأرواح الشهداء.. وعهدا بأن نحافظ علي مصر وطنا للمحبة وعنوانا للتسامح.. كما كانت علي مر العصور.