الحالة الوحيدة التى يعجز فيها عقلي عن التفكير, ويتوقف مداد القلم عن الكتابة, وينبض القلب بشدة عندما أنوى الكتابة لكي.. فمهما عظمت كلماتي تتضاءل أمامك خجلا, ومداد البحر لكلماتي لن توفيك حقك, فتعبير كلماتي دوما يخذلني لوصف شلالات المشاعر بداخلي تجاهك أمي.. وحتى هذه الجمل الصماء التى أخطها لن أستطيع التعبير بها عما أحمله لك في قلبي من قيمة وقامة, وهبتي لنا حياتك بدون تردد, عجزنا جميعا أن نرد ولو جزء صغير جدا منه, ولكن, لن أنسى تقصيرك تجاهنا!! نعم تقصيرك أمي تجاهنا.. فقد عملتينا كل شئ فى الحياة, ولكنك لم تعملينا كيف نعيش بعد فراقك فالحياة بدونك كالعدم, فقد كنت شمعة تحترق لتنير لنا دروب الحياة.. وجاء فراقك أمى لينتابنا شعور نازف بدمع جارف, لتتوقف حياتنا من بعدك, فقد كنت عطر يفوح شذاه علينا, وعبير وزهر يسمو بحياتنا, وأريج يتلألأ في وجوهنا, ودفء وحنان وجمال وأمان ومحبه ومودة ورحمه وألفه,تعلمنا من أميتك القيم والمبادئ وعلو الهمم, وصفاء القلب ونقاء السريرة ووفاء وولاء والحنان والإحسان, وسر الحياة, وعرفنا معكى يا أمى مصدر الهناء ومشرق السعادة, فلم أجد في العالم وسادةٌ أنعم من حضنك أمى, وأوسع من قلبك ليتحمل أخطائي, ومن حبك دعما لكل خطواتي, ومن لهفتك علينا نبراسا يضئ الطريق, أمى إني مدينٌ بكل ما وصلت إليه فأنت لى كنتى كل شيء, فقد عشقت عمري لأنك فيه, وأتحين وأخلق الفرصة لأنحني وأقبل يديك وأسكب دموع ضعفي فوق صدرك واستجدي نظرات الرضا من عينيك, لأشعر باكتمال رجولتي التى تكتمل بوجودى بين أحضانك, لا يوجد شيء في الدنيا أحلى من قلبك يقيني شر ما تخفيه لنا الأيام الذى أفتقده الآن, فقد كان يوم فراقك نهاية للكون بالنسبة لنا, ضاعت منا البسمة, وإتشحت الأيام بلون السواد, فقد ماتت من كانت قلوبنا تقدسها.. وكانت قصيدة الرائع فاروق جويدة " لكنها أمى " لتعبر عن ما بداخلى " اشّتدت رياح الحزن وارتعد الجبين.. النّاس ترحل في العيون وتختفي .. وتصير حُزناً في الضّلوع .. ورجفة في القلب تخفق كلّ حين.. لكنّها أمي.. يمرّ العمر أسكنها وتسكنني.. وتبدو كالظّلال تطوف خافتة.. على القلب الحزين.. منذ انشطرنا والمدى حولي يضيق.. وكل شيء بعدها عمر ضنين.. صارت مع الأيام طيفاً.. لا يغيب ولا يبين.. طيفاً نُسمّيه الحنين.. أمى .. أنتظر لقاؤك دوما فى رؤياى وتضنى على بها.. أنتظرك هناك فى منامى كل يوم, وأنتظر.. وسانتظر حتى نجتمع سويا