الأسرة الثامنة عشرة التي أطلق عليها العصر الذهبي في مصر القديمة عاش توت عنخ أمون في الجزء الأخير منها. عاش توت عنخ أمون في الجزء الأخير من الأسرة الثامنة عشرة التي لا يختلف علماء المصريات أنها ذروة التقدم والازدهار الحضاري المصري وبناء الإمبراطورية المصرية للمرة الأولي في التاريخ؛ ولذلك سمي عصر الأسرة الثامنة عشرة بالعصر الذهبي في مصر القديمة. وإذا تحدثنا عن أجداد الملك توت فربما نعود إلي الجد الأكبر وهو الملك سقنن رع الذي استشهد في ساحة الشرف والنضال ضد الهكسوس الغزاة. تحمل رأس مومياء سقنن رع خمس ضربات مميتة ببلطة هكسوسية لا تترك مجالاً للشك في استشهاد الملك. حملت الملكة الأم تتي شري والملكة الأرملة إياح حتب مسئولية إعداد ابني الملك الشهيد سقنن رع وهما كامس وأحمس لاستكمال الكفاح ضد الهكسوس الغزاة. مات كامس شهيداً وحمل أحمس الراية وكان له النصر واستطاع بعد كفاح مرير طرد الهكسوس من كل الأراضي المصرية بل وحصارهم في قلعة شاروهين بفلسطين. أسس أحمس الأسرة الثامنة عشرة وتزوج من الملكة أحمس نفرتاري وقام بإحياء وتخليد ذكري جدته الملكة تتي شيري وأمه إياح حتب؛ كما قام ببناء آخر مجموعة هرمية لملك مصري في أبيدوس. خلف أمنحتب الأول أباه الملك أحمس وحكم لمدة عشرين عاما وقام بالعديد من الحملات العسكرية لبناء الإمبراطورية؛ وإلي الآن لم يعثر علي مقبرته ولا يعرف حتي مكان دفنه؟! ويعتقد أحد علماء الآثار البولنديين بوجود المقبرة في مكان ما خلف معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري وعلي مدار خمسة عشر عاما يحاول الرجل إثبات صحة نظريته. ويبدو أن حلم العثور علي مقبرة أمنحتب الأول؛ وحلم أن يصبح هيوارد كارتر الثاني قد أصاب عالم الآثار بلوثة جعلته يعيش في وهم الكشف المنتظر. حكم تحتمس الأول لمدة 11 عاما وامتد حكمه إلي الجنوب وسيطر علي معظم بلدان الشرق الأدني القديم؛ وعلي الرغم من الاعتقاد بأنه أول من حفر مقبرة بوادي الملوك الا أن الغالب أنه لم يدفن بها وقد أنجب تحتمس الأول ابنته حتشبسوت ومن زوجة ثانوية أنجب ابنه تحتمس الثاني الذي تزوج من حتشبسوت وأنجب منها الأميرة نفرو رع التي يبدو أنها تزوجت من أخيها غير الشقيق تحتمس الثالث. حكمت حتشبسوت كأول ملكة مصرية تجلس علي عرش البلاد وهي في أوج قوتها وكانت بلا شك تعد الأمير الصغير تحتمس الثالث للحكم عندما يكبر. شيد سنموت المهندس العبقري وربما الحبيب الخفي للملكة معبدا جميلاً يليق بالملكة حتشبسوت في الدير البحري؛ ولم ينس أن يبني لنفسه مقبرة إلي جوار معبدها. يعتقد أن حتشبسوت هي أول من دفن بوادي الملوك وقد أحضرت تابوت أبيها إلي مقبرتها وقد أثبتنا بعد تحديد مومياء الملكة حتشبسوت أن تحتمس الثالث لم يقتلها بل ولم يحاول إزالة ومحو فترة حكمها من التاريخ كما هو شائع بين علماء المصريات. ماتت حتشبسوت وجاء تحتمس الثالث إلي الحكم لتبدأ صفحة جديدة من صفحات المجد المصري القديم! أصبحت مصر بفضل مجهودات تحتمس الثالث الحربية هي سيدة العالم القديم وقام بحوالي ست عشرة حملة عسكرية وسعت حدود الإمبراطورية المصرية؛ ولا تزال معركة مجدو تدرس بالأكاديميات العسكرية إلي يومنا هذا. يرث العرش من بعده ابنه أمنحتب الثاني الملك العاشق للرياضة سواء ركوب الخيل أو المبارزة ورمي السهام. ومن بعده يأتي الملك تحتمس الرابع الذي حكم الإمبراطورية المصرية التي توسعت وتمددت بفضل مجهوداته وأسلافه الذين نجحوا في وضع مصر في المقدمة.