تمر جماعة الإخوان المسلمين بمحنة تنظيمية أدت إلي أن يطاح بقياداتها التاريخية وفي هذه المرحلة ستدفع هذه القيادات التاريخية ثمن عدم انصياعها إلي قواعد الانضباط. ومنذ مدة طويلة عانت القيادات التاريخية من محنة تنظيمية أدت إلي كسر شوكتها وأيضا أن تخسر هذه القيادات من قدرتها علي ممارسة دور قيادي. وفوق كل ذلك بدأ يفكك الدور التنظيمي والقيادي لقيادات الإخوان وهذا بالطبع يؤدي إلي خلل في وزنها ودورها، وحينما ننظر إلي ماضي الجماعة فسنشعر أن ماضيها وحاضرها أصبحا يؤثران في مستقبلها. والمطلوب الآن هو أن نتعامل مع الإخوان المسلمين باعتبارهم قوة فقدت رصيدها. الإخوان في الماضي كانوا قادرين علي ممارسة دور ومسئولية رفعت من مستواهم العملي والتنظيمي، ولاشك أن القيادات التاريخية كانت دائما لها نظرة تحقق لها وجودا يستحق الاحترام والتقدير. ولاشك أيضا أن شباب الإخوان كان له نظرة ناقدة أثرت في وزن القيادات العليا والتاريخية وشباب الإخوان الذين أعرف الكثيرين منهم، أعلم قدر ممارستهم للحوار والنقد وكان لديهم الطموح أيضا أن يكونوا مؤثرين في فكر القيادات العليا . بقي أن نقيم دور قياديي جماعة الإخوان المسلمين المبني علي وحدة العمل والفكر والتضحية من أجل المثل العليا. الإخوان المسلمون في نهاية المطاف هم جماعة يربطها الإيمان المشترك بقيم دينية يتعلمونها منذ البداية علي أساس نظام الأسرة. وأذكر في شبابي حينما دخلت أسرة علي بن أبي طالب شعرت فورا بالمعرفة والقدرة علي أن أتعلم ماذا تعني أسرة علي بن أبي طالب، كانت تعني كثيرا. عودة إلي الصدام والصراع بين الجناح المتشدد للإخوان والقيادات التاريخية والذي أدي في نهاية المطاف أن تخسر القيادات التاريخية جزءا من رصيدها التاريخي، ورأينا دور الشباب يصعد إلي أعلي مطالبا بدور ومكانة تتناسب مع ديناميكية حركته. ولكن بقي أن القيادات التاريخية مهما تأثرت بمنافسة دور الشباب ستظل تتمتع بمكانة تتناسب مع ماضيها وحينما ننظر إلي الماضي ونتخيل دور المرشد العام الراحل الشيخ حسن الهضيبي ونتخيل حكمته ودوره لن نتردد أن نعطيه المكانة التي يستحقها، ولن ننسي أيضا دور ابنه الهضيبي الذي خلفه كمرشد عام للإخوان المسلمين وكان لابنه الثاني إسماعيل مكانة لدي واشتغل بالمحاماة. ولن أنسي أيضا للمرشد العام الشيخ حسن الهضيبي لقاء تاريخيا له مع رئيس الجهاز السري في بيته بالمندرة بالأسكندرية في حضوري رغم استقالتي من الجماعة بسبب اغتيالهم الغادر للمستشار الخازندار لحكمه بالإعدام علي أحد رجالهم، وسأل المستشار الهضيبي المرشد العام رئيس الجهاز السري عن الدور الذي يلعبونه علي الساحة السياسية. وأعطي رئيس الجهاز السري بطبيعة الحال صورة ناصعة لدور الجهاز السري، واستمع الهضيبي في صمت وفي النهاية قال لرئيس الجهاز السري: طالما أن صورة ودور ونشاط الجهاز السري بهذه " العظمة " إذن فلننضم جميعا له.. وفهم رئيس الجهاز السري الرسالة ولم تمر إلا فترة وجيزة إلا وتم اغتيال أحد المقربين من المرشد العام وكان الاغتيال بمثابة رسالة قاسية للمرشد العام، وكانت بالنسبة له صورة ونموذج لأسلوب وطريقة الإخوان في الانتقام. بقي نظرة فاحصة عن تاريخ الإخوان علي مستوي الاغتيالات، لاشك أنه تاريخ دامٍ وبالغ القسوة ولن نتردد في تقييم انتمائه إلي الجرم والجريمة وسيأتي وقت من الزمن لن تكون هناك سماحة أو رحمة للحكم عليهم. ولابد من نظرة حول الحركة الدولية للإخوان بحثا عن الإرهاب في الحركة الدولية يذهب جزء منها إلي إنجلترا المكان المفضل لحركة الإرهاب حيث سهولة الدعم وسهولة التمويل وسهولة التحالفات، وهناك حركه أخري نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث سهولة التمويل. فالحركة الدولية إذن تساعد حركة الإرهاب لجماعة الإخوان المسلمين.