سيد حجاب خلطة شعرية عجيبة من المغامرة والانضباط.. ميلاده في قرية يحترف أهلها صيد السمك (المطرية) علي شواطيء بحيرة المنزلة، وحرصه الشديد منذ الطفولة علي أن يستيقظ فجر كل يوم، لانتظار العائدين من البحر يأتون بالرزق والخير والحكايات.. علمه الصيادون عشق البحر والمغامرة، وحوله من شاعر فصحي إلي شاعر عامية، لينقل حكايات الصيادين كما قال له أستاذه ( في المطرية 30 ألف صياد، في داخل كل صياد 10 قصائد، تحتاج إلي من يكتبها)... وإلي الإسكندرية سافر إلي البحر أيضا لدراسة الهندسة في جامعتها، واصل عشق البحر وأحدثت الهندسة تأثيرها الدقيق علي اللغة، واختيار الألفاظ والقوافي، هندسة الكلمات بطريقة خاصة، باتت تميزه وحده من دون شعراء العامية حتي عرف (بسيد شعراء العامية)... لكن أهم ما يميز شعر سيد حجاب هو الحكاية، تلك الطاقة التعبيرية الهائلة والأصوات المتعددة والحس الدرامي الممزوج بالموسيقي، حتي عنوان ديوانه الأول والأهم (صياد وجنية) الصادر بالستينيات هو عنوان لحكايات الصيادين ومغامراتهم... ورغم صدور العديد من الدواوين (في العتمة)، (نص الطريق)، (قبل الطوفان اللي جاي) إلا أن سيد حجاب نفسه أعتبر أن النص الشعري الدرامي الذي يكتبه من أوبريت أو مسرحية غنائية أو عروض لمسرح العرائس أو أغنيات درامية للأطفال هو منجزه الأهم في مسيرته الشعرية، من حيث هو الأكثر تواصلا وتأثيرا في الجمهور والناس.. ولعل مقدمات المسلسلات الدرامية الشهيرة، أحد أهم هذه المنجزات الباقية في الوجدان.. ليه يازمان ماسبتناش أبرياء وواخدنا ليه في طريق ما منهوش رجوع أقسي همومنا يفجر السخرية وأصفي ضحكة تتوه في بحر الدموع