أرجوك لا تعتبر السطور التالية حالة من الشطط في التفكير. ما علاقة ما يحدث علي الساحة الرياضية في مصر والصراعات المجتمعية بفتنة المسيخ الدجال الذي حذر منه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وتنبأ به أنه سيأتي في آخر الزمان؟ في تقديري المتواضع أن مقدمات المسيخ الدجال ظهرت قبل حوالي 10 سنوات..بدون فتاوي أومعاذ الله أن اتجرأ في الدين فهذه الفتنة التي حذر منها الرسول الكريم الذي لا ينطق عن الهوي ستقود الناس إلي الانقسام والضلال والانفلات عن القيم والانفعال علي كل حال. إطفاء النيران الملتهبة فجر الخميس الماضي كانت برنامج »التوك شو» ممكن الذي يقدمه الإعلامي خيري رمضان قد انتهي بنتيجة إيجابية في حالة نادرة لبرامج "التوك شو" التي عادة ما يكون هدفها الأساسي إشعال الخلافات وتأجيج الانقسامات وفتح المجال لأصحاب الافتاءات وتوجيه الطعنات للمجتمع ولا ينتهي البرنامج إلا وقد بث جرعة السم الزاعق في النفوس. كان برنامج "ممكن" في تلك الليلة حالة نادرة.. انتهي نهاية سعيدة ربما عن غير قصد!!.. فقد دعا الكابتن عبدالعزيز عبدالشافي مدير قطاع الناشئين في الأهلي دعوة صالحة للمستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك بأن يُنزل الله تعالي عليه هدايته. وكأنما كانت الدعوة برداً وسلاماً علي نار مشتعلة، فبعد أن علت الأصوات واشتدت المناقشات حوّل زيزو اللعنات إلي سلامات وتحيات ومصافحة ومصالحة وتنازلات عن الشكاوي. ابتسامة الرضا من الجميع كانت المشاعر إيجابية عقب انتهاء البرنامج خاصة بعدما قال المستشار مرتضي لزيزو: دعوت لي الله بالهداية وقد استجاب الله لك وقررت أن أتنازل عن شكوي نادينا ضد اللاعب أحمد الشيخ. ارتسمت الابتسامة علي وجه المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة ضيف البرنامج والناقد الرياضي الكبير حسن المستكاوي والكابتن طارق يحيي نجم الزمالك السابق والكابتن زيزو وكلهم شعروا أن اسم الجلالة الذي ابتهل إليه نجم الأهلي السابق لينشر الهداية قد أطفأ نار الفتنة بين ناديه والزمالك قطب الكرة المصرية الثاني. هدم جسور المحبة ولأننا نعيش عصر الفتن ونعاني من مقدمات المسيخ الدجال الذي يتجسد في موقع التواصل الاجتماعي «Facebook» فقد خرجت شياطين الإنس لكي تهدم جسور المحبة التي بناها زيزو ومرتضي. بعد ثوان من المصالحة وعلي علي صفحات «Facebook» فاحت رائحة الكراهية من كلمات أشبه بفحيح الأفاعي لتعود حالة تسميم النفوس بدعاوي ونعرات أن هناك طرفاً قهر الآخر «وهات ياقفشات ونكات».. وغيرها من أساليب اللجان الالكترونية التي تتحكم في هذه النافذة التي في ظاهرها التواصل وفي باطنها التناحر إلا لمن يجيد الاستفادة من حلوها ويرمي مرها. للأسف الشديد أن العبارات التي تم بها استهداف المصالحة وتحويلها إلي حرب «داعس والغبراء» من أجل زعامات وهمية لكيان علي حساب الآخر هي ما نالت من المبادرة الطيبة التي خرجت من فم الرجل الخلوق زيزو بدعوي صالحة لوجه الله لمرتضي منصور فأطفأت نار الفتنة عندما هدأ الرجل واستقبل الدعوة التي زينها لفظ الجلالة الله وتحول من خانة الثأر لاسمه ولناديه إلي تسامح ومصالحة. عمليات الخونة والجهلة صحيح أن مرتضي لم يخلف وعده الذي قطعه علي نفسه علي الهواء وقدم تنازل ناديه عن شكوي أحمد الشيخ ولكنه في اليوم التالي عاد لينفجر غضباً وتعود المشكلة للتصعيد من جديد فقد شاهد ونقلوا له ما حمله الفيس الدجال الذي يرتاده بعض العيال ويستغله الخونة لقيادة الجُهال، ليس في هذه المشكلة فقط ولكن في الكثير والكثير من القضايا المجتمعية، فطوال 10سنوات حمل الفيس الدجال الكثير من الضلال وصدقه ولايزال كم من المسطحين الذين اختاروا أن يكونوا منساقين وراء أكاذيب المتآمرين ووجد فيه المجانين والتافهون مجالاً رحباً لنشر تفاهاتهم وتخاريفهم. لا يريدون لها سلاماً للأسف تصورنا أن ما تعرضت له من سنوات بسبب فتن الفيس والقنوات قد جعل هناك وعياً لدي الكثيرين ولكن الواقع المرير يؤكد أن شراك الفتنة يقع فيها الكبير قبل الصغير، ولم تعد تنفع معها دعوات زيزو ولا حتي كل أولياء الله الصالحين طالما أن حالة "الهري" اليومية تقلب المجتمع وتثير المشاكل، فالذين يخرجون من هذا "الفيس" لا يريدون أن يروا مصر هادئة ليعاونهم من ينساقون وراء هذا الهراء والدعوات التخريبية والنعرات الطائفية حتي في الأوساط الرياضية. لقد حاولت من السطور السابقة أن أعيش مع حضراتكم قصة التحول الرهيب في أزمة رياضية ولكنها لا تنفصل عن كل الأزمات التي عشناها منذ ظهرت مقدمات المسيخ الدجال. اللهم احفظنا ونجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قولوا آمين