يزعم الأمريكيون والاوربيون أنهم يعملون علي نشر الديمقراطية والحرية لجميع شعوب العالم وانهم حققوا قدرا كبيرا من التقدم في هذا المجال خاصة في دول ثورات الربيع العربي. هذا الزعم غير المقنع لا يغفر لهم الأخطاء التي ارتكبوها في تلك البلاد من تأليب أبناء البلد الواحد علي بعضهم البعض حتي وصلت الأمور إلي الانقسام بين أبناء الأمة الواحدة في الرأي والفكر وزعزعة الاستقرار واضطراب الأوضاع الداخلية مما يستدعي الحاجة إلي تدخلهم عسكريا في نهاية الأمر التدمير والخراب وضياع مقدرات الشعوب لعشرات السنين مثلما حدث في العراق وليبيا ويحدث حاليا في سوريا. كل هذه الأمور تجعلنا لا نثق في الديمقراطية الغربية أو حتي في النوايا الحسنة لسياساتهم تجاه الأمة العربية لأن الجزء الأكبر من هذه السياسة مريب بدرجة لا تقبل التأويل وربما لا تكون غالبية شعوب الأمة العربية مخطئة في الحكم علي هذه النوايا بأنها غير حسنة بالمرة. أقول ذلك علي أثر قيام السفيرة الأمريكية بالقاهرة وكاترين اشتون مفوضة الاتحاد الأوربي وبعثات صندوق النقد الدولي بإجراء العديد من المفاوضات مع السلطة الحاكمة والقوي المعارضة أو المؤيدة لها بشأن القروض والمنح التي ستحصل عليها الحكومة المصرية وربطها بتنفيذ عدة شروط للحصول عليها أهمها الديمقراطية وحقوق الانسان واعتقد أن الهدف من هذه اللقاءات والمفاوضات هو دق إسفين بين السلطة والمعارضة وتأكيد كل طرف علي الآخر لشق وحدة الصف وزعزعة الاستقرار وإذكاء العنف والكراهية ثم التقاتل. من الواضح أن الذين يدافعون عن حقوق الإنسان هم الذين يسعون لتدمير البلاد العربية.