ذبح بايرن ميونخ ضيفه برشلونة برباعية دون رد في لقاء ذهاب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا الذي جرى على ملعب آليانز آرينا، ليضع عملاق بافاريا قدم في نهائي ويمبلي المُرتقب قبل لقاء الإياب الذي سيستضيفه ملعب كامب نو الأسبوع المُقبل، بينما زعيم كتلونيا بات بحاجة للفوز بنتيجة عرضية قوامها أكبر من رباعية نظيفة إذا أراد الحصول على تأشيرة عبور للندن. رجل رائع | آريين روبن - البايرن قدم عملاق بافاريا كل فنون كرة القدم واستحق هذه النتيجة الكبيرة عن جدارة، وذلك لأن خطوطه الثلاثة كانت متقاربة من بعضها البعض، ما حرم ميسي ورفاقه من تقديم المتعة المعروفة عنهم، ففي الدفاع أجاد دانتي في الضغط على ليو ولم يمنحه فرصة لالتقاط أنفاسه بالتعاون مع فيليب لام وشفاينشتايجر، والأخير بالذات تفانى في ضغطه الهائل على لاعبي وسط البرسا وتفوق عليهم في المواجهات المباشرة والالتحام بفضل قوته الجسدية وخبرته التي تجلت في تحكمه في إيقاع اللعب أمام أباطرة الوسط أمثال "تشافي وإنيسيتا". ولا ننسى المجهود الكبير الذي قدمه الثلاثي "مولر، آلابا وخافي جوميز" على المستويين الدفاعي والهجومي، وهذه من الأشياء التي منحت الأفضلية والهيمنة لكبيرة ألمانيا، لكن الطائر الهولندي "آريين رون" عاد للتألق من جديد ورد بشكل عملي على صفقة ماريو جوتزه التي أبرمها النادي صباح اليوم. ويمكن القول أن روبن أعاد إلى الأذهان مستواه الخارق الذي كان عليه قبل ثلاث سنوات عندما قاد البايرن للتأهل لنهائي نفس البطولة على حساب زعيم إنجلترا مانشستر يونايتد، واليوم شاهدنا انطلاقاته وغزواته على المغلوب على أمره "جوردي ألبا" الذي لم يجد حلاً لإيقاف الطائر إلا باللعب الخشن ولعل خروجه عن النص برمي الكرة في وجه روبن خير دليل على المعاناة التي عاشها طوال المباراة. الدولي الهولندي كان بإمكانه الخروج من المباراة بأكثر من ثلاثة أهداف –هاتريك-، لكنه في النهاية اكتفى بهدفه الذي سجله من تمريرة من نجم المباراة الآخر "شفاينشتايجر"، وبعيدًا عن الهدف فهو كان مصدر القلق الدائم على الدفاع الكتلوني الذي عانى الأمرين في الشوط الأول مع العرضيات وفي الشوط الثاني مع انطلاقات روبن..فهل يستحق أن يكون رجل المباراة..أم أن هناك بافاري آخر يستحق مناصفته؟؟ رجل مخيب | فريق برشلونة صدم أمتع فريق كرة قدم في العالم أنصاره في مختلف البلدان، وتعد هذه المباراة هي الأسوأ للكتيبة الكتلونية منذ رحيل الفيلسوف بيبي جوارديولا الذي سيتولى حكم آليانز آرينا بداية من الصيف القادم، ولم لا والمبدعين أمثال "ميسي، تشافي، إنيستا وسانشيز" عجزوا على خلق ولو فرصة حقيقية على مرمى الحارس الضيف "مانويل نوير" الذي لم يتعرض لأي اختبار حقيقي طوال ال90 دقيقة. والكارثة الكبرى تكمن في الدفاع الهش الذي لم يُجد التعامل مع الكرات الثابتة التي لو استغلها البايرن بشكل افضل لانتهى اللقاء بنصف دستة أهداف على أقل تقدير، وحتى الظهيران "داني ألفيس وجوردي ألبا" ظلا في وسط ملعبهم ولم يتقدم منهما أحد لعمل الزيادة الهجومية التي تعتبر من أسلحة البرسا الفتاكة. بوجه عام، هذه المباراة تعتبر للنسيان بالنسبة لفيلانوفا ورجاله، وأعتقد أنه أخطأ في حق ميسي بمنحه فرصة المشاركة وهو غير لائق فنيًا ولا بدنيًا، والدليل على ذلك أن القصير الأرجنتيني لم يكن له أي فاعلية في الثلث الأخير من الملعب، وهذا في حد ذاته ترك أثرًا سلبيًا في نفوس زملائه الذين ينظرون إليه باعتباره "مُخلص الأزمات"...لكن اليوم لم يجد برشلونة من يُخلصه من إعصار بافاريا الذي لا يرحم.