توفيت المرأة الحديدية مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، بعد إصابتها بسكتة دماغية عن عمر يناهز87 عامًا. أعلن مارك وكارول تاتشر عن وفاة والدتهما رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، مارجريت تاتشر، بسكتة دماغية، تولت تاتشر رئاسة وزراء بريطانيا عن حزب المحافظين من عام 1979 إلى عام 1990، كأول امرأة تتولى هذا المنصب في بلادها. وسبق لتاتشر أن انتخبت نائبة في البرلمان عن دائرة فينشلي، شمالي لندن عام 1959، ثم تولت وزارة التربية، واشتهرت بلقب المرأة الحديدية. ووصف ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني تاتشر بأنها زعيمة عظيمة فقدتها بريطانيا. ولدت مارجريت تاتشر في 13 أكتوبر 1925 وتوفيت في 8 أبريل 2013، رئيس وزراء بريطانيا من سنة 1979 إلى 1990، كانت أول امرأة بريطانية تتسلم هذا المنصب، ومدة حكمها هي الأطول منذ عهد روبرت جنكنسون (الذي انتهى عهده عام 1827). اختيرت تاتشر رئيسة لحزب المحافظين سنة 1975م، وأصبحت رئيسًا للوزراء بعد أن هَزم حزبها حزب العمال في الانتخابات العامة التي جرت سنة 1979م. لُقبت بالمرأة الحديدية. توفيت عن عمر يناهز السابعة والثمانين عامًا. اعتمدت سياسات مارجريت تاتشر على تحرير السوق وتحرير الاقتصاد، بالإضافة إلى خصخصة شركات القطاع العام، والتقليل من نفوذ النقابات وقوتها، يقول البريطانيون عن عهدها إنه كان عهد الرأسمالية الحرة والاقتصاد الحر، ووقفت ضد الاتحاد السوفيتي سياسيًا واقتصاديًا، حتى حصلت من الصحافة السوفييتية نفسها على لقبها الأشهر "المرأة الحديدية". شدَّدت أول حكومة لتاتشر (1979 - 1983م) من سياستها النقدية، وسمحت بارتفاع معدل البطالة، وألغت الرقابة على الأسعار. وفي سنة 1982م احتلت القوات الأرجنتينية جزر فوكلاند التي تخضع للإدارة البريطانية والواقعة في جنوب المحيط الأطلسي، وذلك بعد خلاف طويل بين بريطانيا والأرجنتين حول السيادة على هذه الجزر. وتبعًا لذلك أرسلت تاتشر قواتها لاستعادة تلك الجزر. واستسلمت القيادة الأرجنتينية هناك في يونيو 1982م بعد إصابة الجانبين بخسائر كبيرة. وفي سنة 1985م تخلى عمال المناجم في البلاد عن إضراب استمر عامًا كاملاً بعد أن رفضت تاتشر، تعديل برامج مجلس الفحم الحجري القومي الخاصة بإغلاق المناجم. قال عنها، عضو البرلمان البريطاني عن حزب "الاحترام" جورج جالوي: إنه يتمنى لتاتشر أن تحترق في نار جهنم بسبب ما اقترفته من أخطاء خلال توليها منصبها في الفترة من عام 1979 وحتى عام 1990. وبدوره.. قال رئيس شين فين في إيرلندا الشمالية جيري أدامز إنها تركت جرحا كبيرا بين الإيرلنديين والشعب البريطاني. وقال عمدة لندن السابق من حزب العمال كين ليفينجستون: "لقد خلقت ثاتشر المشكلة التي نعاني منها الآن في الحصول على مسكن وتسببت في الأزمة البنكية وتركتها وراءها كما خلقت مشكلة الحصول على إعانات إجتماعية التي لا زالت بريطانيا تعاني منها حتى اليوم". وعلى عكس ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في نعيه لمارجريت تاتشر إنها كانت "شخصية سياسية سامية"، وقال إن "عدداً قليلاً للغاية من الزعماء أحدثوا التغيير ليس فقط للمشهد السياسي في بلادهم، وإنما في العالم . مارجريت كانت من هؤلاء القادة . كان تأثيرها العالمي واسعا". تميزت تاتشر بالعناد والصلابة والتمسك برأيها حتى النهاية، مما أدى إلى استقالة عدد كبير من وزرائها ومعاونيها، وكان من الطبيعي أن ينقلب عليها حزبها متهماً إياها بالديكتاتورية والتصلب. وخوفاً من حدوث انقسامات خطيرة تهدد كيان الحزب آثرت تاتشر الانسحاب. واستمرت بمجلس العموم البريطاني حتى سنة 1992، وفي نفس العام نفسه منحت لقب "البارونة"، وأصبحت عضواً بمجلس اللوردات، ثم اعتزلت السياسة فيما بعد لتعيش تقاعدها المريح بصحبة أسرتها حتى يوم إعلان وفاتها.