تباينت ردود الأفعال داخل جماعة الاخوان المسلمين عقب إعلان الجماعة ترشح المهندس خيرت الشاطر لانتخابات رئاسة الجمهورية، الجماعة التى اعلنت فى وقت سابق عدم طرحها لمرشح انتخابات رئاسة الجمهورية. وكما جاء على لسان مرشدها العام الدكتور محمد بديع فى اجتماعات سابقة لمجلس شورى الاخوان، وكما اعلنها ايضا "الشاطر" وقال لو ترشح الشاطر نفسه فالجماعة لن تدعمه. وقامت الجماعة بفصل الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح عضو مكتب الارشاد السابق والمحسوب على تيار "الحمائم" من عضوية الجماعة لاعلانه الترشح فى وقت سابق وبررت الجماعة سبب الفصل بأنه قد خالف القرار وطرح نفسه لانتخابات الرئاسة، كما اعلنت الجماعة مرارا وتكرارا عن رفضها للسلطة وعدم سعيها لتولى منصب رئيس الجمهورية. ترشح "الشاطر" جاء فى اللحظات الاخيرة وفى الوقت الذى يخوض فيه انتخابات رئاسة الجمهورية 4 مرشحين محسوبين على تيار الاسلام السياسى (محمد سليم العوا، وعبد المنعم ابو الفتوح، وحازم صلاح ابو اسماعيل) الامر الذى من شأنه ان يفتت الكتلة التصويتية للناخبين الداعمين للاسلاميين فى ماراثون الانتخابات . فيما ربط البعض بين توقيت اعلان ترشح خيرت الشاطر وبين الاجتماع الاخير الذى جمع الشاطر ومحمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة مع قيادات المجلس العسكرى واصداره عفوا شاملا عن القضايا التى سبق واتهم فيها وسجن على اثرها فى عام 1992 فى قضية سلسبيل بتهمة غسيل الاموال ثم فى قضية ميليشيات الازهر 2007 ولم يخرج منها الا بعد قيام ثورة يناير لتنقله من السجن الى القصر. ترشح خيرت الشاطر لم يكن على هوى اعضاء مجلس شورى الاخوان الذى فاضلوا فى اجتماعهم المغلق أمس الاول بين عدة خيارات اولها دعم الدكتور محمد سليم العوا باعتباره الاقرب لفكر الاخوان المسلمين (وليس عبد المنعم ابو الفتوح خريج المدرسة الاخوانية الذى خالف قرارهم)، وثانيها هو عدم اعلان الجماعة عن دعم مرشح بعينه وترك حرية الاختيار لاعضائها على تقوم بدعم احد المرشحين الذين يخوضوا جولة الاعادة، الا ان الامرين قوبلوا بالرفض من الاعضاء الذين حضروا اجتماع مجلس الشورى . وطرحوا بعد ذلك امكانية الدفع بمرشح اخوانى لسباق الرئاسة وحددوا اسم خيرت الشاطر الرجل الاول فى الجماعة ومهندس النهضة والمحسوب على تيار الصقور، وأخذوا التصويت على ذلك القرار الا ان 56 فقط من ال 108 صوتوا لصالح الخيار وبذلك قررت الجماعة اعلان ترشح الشاطر . وبرر الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين، تراجعهم عن قراراتهم السابقة بعدم خوض الانتخابات بانه لا يوجد من بين المرشحين من يتوافق مع توجهات الجماعة ويتبنى مشروع النهضة الاسلامية الذى تعده الجماعة لمصر. فيما أعلن الدكتور محمود حسين الامين العام للجماعة بعدم وجود عوائق قانونية تحول دون ترشح الشاطر للانتخابات ، مؤكدا على مباردته بتقديم استقالته من كافة المناصب بالاضافة الى عضوية الجماعة ايضا . ورفض الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة، الاعتراف بان ترشح خيرت الشاطر للرئاسة تراجعا عن الموقف المسبق بعدم خوضهم ماراثون انتخابات رئاسة الجمهورية ، لافتا الى أن الظروف الحالية التى تمر بها مصر هى التى دفعت الجماعة إلى اتخاذ هذا القرار، وأنهم عرضوا على أكثر من شخصية سياسية بارزة دعمهم ا، فى حالة خوض انتخابات الرئاسة، ولكتهم رفضوا الترشح وفقا لظروفهم. ترشح "الشاطر" يحيى الصراع القديم بين تيارين فى جماعة الاخوان المسلمون الصقور الذين ينتمى اليهم عبد المنعم ابو الفتوح وابراهيم الذعفرانى وهيثم ابو خليل وخالد داوود ومحمد حبيب نائب المرشد السابق وجميعهم الان خارج الجماعة منهم من فٌصل ومنهم من تقدم باستقالته طواعية ، والتيار الاخر هو تيار "الصقور" الذى ينتمى اليه الشاطر ومهدى عاكف المرشد العام السابق ومحمود عززت نائب المرشد الحالى ، ويدخل على خط الصراع عدد من شباب الجماعة الذين يرون انه كان من الاولى دعم ابو الفتوح ولاسيما انه اعلن منذ مدة عن نيته للترشح .