قدم ما يقرب من ثلث أعضاء الهيئة الاستشارية لرئيس الجمهورية استقالتهم بالأمس علي خلفية أحداث العنف التي شهدها محيط قصر الاتحادية بين المتظاهرين الرافضين للإعلان الدستوري الأخير للرئيس وبين مؤيديه من جماعة الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية بمصر وتقدم أيمن الصياد والدكتور سيف عبد الفتاح والإعلامي عمرو الليثي وعصمت سيف الدولة استقالتهم بالأمس فيما استقال كل من الشاعر فاروق جويدة والكاتبة سكينة فؤاد الأسبوع الماضي بعد نشوب خلافات بين القوي السياسية عقب صدور الإعلان الدستوري. من جانبه، أعلن "أيمن الصياد" مستشار الرئيس عن تقديم استقالته من الهيئة الاستشارية للرئيس محمد مرسى، موضحاً أن الهيئة حاولت إخفاء هذا القرار لمدة أسبوع كامل بهدف البحث عن حل للأزمة الراهنة، لكن كل هذا بلا جدوى. فيما أكد الإعلامي عمرو الليثي استقالته من مؤسسة الرئاسة، موضحاً أنه تقدم بالاستقالة ثانى يوم من صدور الإعلان الدستوري لأنه لم تتم استشارته وعدد من أعضاء مستشاري الرئيس، مطالباً الرئيس بإلغاء الإعلان الدستوري والاستفتاء على الدستور والذي سبب فتنة في مصر، ودعوته للحوار مع القوى السياسية، وإلا ستعيش مصر في حرب أهلية. وأوضح الليثي أنه حاول إقناع الرئيس بالتراجع عن الإعلان الدستوري، وذلك خلال الفترة التي تقدم فيها بالاستقالة وبين إعلانه لها لكن المحاولات كلها فشلت فشلا ذريعا، فوجد أن ليس له وجود في المؤسسة الرئاسية. وأشار إلى أنه والشاعر فاروق جويدة وأيمن الصياد والدكتور سيف عبد الفتاح اتفقوا على تقديم استقالة جماعية، وأصدروا بيانا يرفضون فيه الإعلان الدستوري في حضور عصام العريان وبكينام الشرقاوي مستشارة الرئيس السياسية، وسلموه للرئاسة لإذاعته لكن لم يتم إعلانه. وأعلن الدكتور سيف عبدالفتاح استقالتة مؤكداً أنه سينضم إلى صفوف الشباب الثوار، قائلا: "سأكون معهم وسأكون خادما لهؤلاء الشباب". وأكد أنه سيظل يكافح مع شباب الثورة الذى لم يجن ثمارها حتى الآن، وظل يدفع الثمن، مترحمًا على الشهداء الذين ضاعوا بين طرفين يتعنتان ضد مصلحة الوطن. وحمّل الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، مستشار الرئيس محمد مرسي عقب استقالته من الهيئة الاستشارية للرئاسة، وكل القوى الوطنية مسئولية الأحداث الدامية في محيط قصر الاتحادية، موضحاً أنه لم يحتمل أن يرى أولاده من الطرفين يسقطون ويتقاتلون. وقالت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد: أعلنت منذ اليوم الأول لقبولي المهمة أنني سأعتذر عنها فور إحساسي بالعجز عن أداء ما تطلعت، وتطلع معي كثير من المصريين، أن أكون نائبة عنهم، عملت متطوعة أسعى لتقديم المشورة، بما جمعت من خبرات سنوات العمر، اعتراك آلام وهموم المصريين، وما بين يدى من وثائق، ومن أعرف من خبراء وعلماء وفلاحين. وأذاع الشاعر فاروق جويدة نبأ استقالته على الهواء مباشرة، في فيديو قصير بثه من برنامجه "مع فاروق جويدة" على قناة الحياة، مبرراً الاستقالة، بأنه لن يشارك فيما يتجاوز الحرية، مؤكداً أنه في بعض الأحيان يُفرض على الإنسان التواجد في أماكن غير متوافقة معه.