تمر هذه الأيام الذكرى ال24 لوفاة أشهر شرير عرفته السينما الفنان المصري توفيق الدقن الذي اشتهر بإفيهات لازالت تردد على ألسنة المشاهدين حتى الآن ولعل أبرزها: أحلى من الشرف مفيش، ويا أه يا أه، وغيرهما. شرير السينما المصرية كانت حقيقته مخالفة لما أظهره على الشاشة، فوراء قناع الشر أخفى طيبة قلب غريبة كشف عنها ابنه ماضي الذي قال إن والده دخل عالم التمثيل من خلال لعبه كرة القدم في نادي هيئة السكة الحديد بالمنيا، حيث أنه في إحدى المرات وعندما انتهى من اللعب في جمعية الشبان المسلمين بالمنيا، كان من المفترض أن تعرض رواية «حب الأبرياء» وغياب الفنان الذي كان سيقوم بدور الشرير سبب توتر للفرقة، التي استعانت بالدقن واثبت جدارة عالية. الفنان المصري استطاع بعد ذلك أن يدخل عالم التمثيل، ورغم أن والده كان يرفض عمله بشده ولكنه مع الوقت استطاع أن يقنعه ويتمرد على الظروف، وقدم ما يقرب من 400 فيلم سينمائي أغلبها وإن لم يكن جميعها أدوار شر، حيث لقب ب«شرير السينما». أشهر شرير في السينما المصرية تعرض للعديد من المواقف الصعبة بسبب أدواره، ففي إحدى المرات ذهب ليشتري لحمًا من محل جزارة أسفل البيت، فطارده الجزار بالساطور لأنه اعتقد أنه شرير بالفعل، ومرة أخرى أثناء قيادته السيارة بجوار والدته فوجئ بسيدة تناديه قائلة «يا سكير يا لص»، ولم تفكر أن ما يفعله مجرد تمثيل. الدقن كان عاشقًا للحيوانات، لذلك كان يحضر معه عند ذهابه إلى المقهى طعامًا للقطط التي كانت تملأ البيت، وكان عنده ببغاء اسمه «كوكو» ظل معه 9 سنوات كاملة يعتني به، وذات مرة كان يضعه بجانبه أمام الشرفة فطار ولم يره، فظل يبحث عنه حتى أنه عمل إعلانًا في الصحف وحرر محضرًا بقسم الشرطة. صاحب «أحلى من الشرف مافيش» كان يكره أدوار الضعف، ويكره المرض، حتى أنه لم يقبل دوره في مسلسل «بعد العاصفة» لإسماعيل عبدالحافظ إلا من أجل المخرج فقط.
