زمان، علشان تبقى فاشية كان المطلوب منك عصىّ طويلة، وجهاز إعلام معتبرا، وأجهزة تنصت، وجماهير. وهوب يا هانم تبقى فاشية معتبرة وتسيطرين على الدولة وتحشين أدمغة الناس، تحشين العقول بما يطيب لك وتؤنتخين على كرسى الفاشية الذهبى. وألف مبروك يا فاشية هانم، ألف مبروك يا فاشى بيه! - طيب ما الإخوان عندهم هذا كله.. إيه اللى ناقصهم يعنى علشان يبقوا فاشيين وفاشيات؟ - ناقصهم حاجتان يا ستى؟ الحاجة الأولى قضية كبرى يجمعوا عليها الناس، أو عدو على الحدود يحشدون الناس من أجله. - تاهت ولقيناها. ما همّ ليهم عشرميت سنة بيقولوا «افتحوا الحدود، افتحوا الحدود»، يعنى عندهم العدو جاهزا يا أستاذ. - لا. يبقى انت ماتعرفيش الإخوان. ماشفتيهمش فى الجامعات. وماعاشرتيهمش. الإخوانى أول حاجة عملها راح ظبط الأمور مع أمريكا. وأنا مش بلومه على كده. دا الطبيعى للى بيشتغل سياسة. أنا بلومه على الكذب. إنه جوه المواسير بيسلك وبره المواسير بيخبط. الإخوانى مايعملش حاجة عينى عينك كده، بيعشق يستخبى ورا حد. وآدى رقبتى أهيه لو الإخوانى حارب إسرائيل. انسى موضوع إسرائيل ده. وانسى موضوع الأقصى. الإخوانى منظم مؤتمرات مثالى، يعلق البادج ويروح وييجى ويعمل نفسه مهم. آدى آخره والنييعمة. لكن يروح يحارب؟! ماكانش ولا هيكون وهو فى السلطة أبدًا. ومن غير موضوع العدو الخارجى دا مافيش فاشية بتنجح. الثورة الإيرانية نفسها ماكانتش هتثبت فى إيد الخومينى لو ماكانش العراق دخل مع إيران فى حرب. ما هو إنت محتاجة تلخْفنى الناس، محتاجة دايمًا تقولى لهم لو عارضتونا تبقوا بتساندوا الأعداء. حاليًا طبعًا الإسلامجية بيقولوا للناس لو عارضتونا تبقوا بتعارضوا الإسلام. لو ماوافقتوش على دستورنا، تبقوا مش موافقين على الإسلام. لو زعّلتوا حكومتنا تبقوا كارهين للإسلام. بس دا مش ممكن يستمر. شوية والناس هتستخدم الميراث المصرى العريق من الكلمات القبيحة والأصوات الوقحة وهترد عليهم. مصر اللى انت شايفاها دى دخلها الإسلام من 1400 سنة، ماكانتش مستنية الإخوان يعنى. - طب إيه الحاجة التانية اللى ناقصاهم يا أستاذ؟ الموضوع التانى أصعب من الأولانى. الموضوع التانى دا محتاج معجزة. محتاجين يرجعوا بالزمن للعصر الذهبى. وماتفهمينيش غلط. العصر الذهبى اللى بيستخدموا فى الخطب دا بس بيلموا بيه أصوات الناس. الإخوان عارفين إن موضوع عمر بن عبد العزيز والتقوى والصلاح دا مايمشيش معاهم. أُمّال مين هيدير الأعمال بتاع الشاطر وحسن مالك. مش شايفة الكتاتنى ماسك فى عربية المجلس إزاى؟! أهو دا من سنة كان بيقولّك «أمنت فعدلت فنمت يا عمر». قولى يا باسط! قُصرُه، العصر الذهبى للإخوان هو الثلاثينيات. العصر الذهبى للفاشية فى العالم، واللى قعد بصور مختلفة لغاية آخر التمانينيات كده. كان أسهل حاجة تعملى الوصفة اللى قلتهالك فوق دى. وبعدها كان ممكن تتخفى فى «كتلة» شرقية أو غربية، وتتخانقى مع الكتلة التانية من غير حرب ولا يحزنون. بس يا ولداه راحت عليهم. الإخوان أول حاجة عملوها على إيد مؤسسهم راحوا نقلوا حركات موسولينى (بتاع الفاشية) وحركات هتلر (بتاع النازية) بالمللى... كتائب شبيبة، وفرق تخويف، وميليشيات شعبية. زمان كانوا بيسموا الفرق دى «القمصان الخضراء والقمصان السوداء». دلوقت اللى يعمل كده الناس بتضحك عليه، وبدل كلمة القمصان بتسمى الفرق دى «الخرفان». لكن أهم حاجة إن الفترة اللى باقول لك عليها دى، كانت فترة يقدر الحاكم يتحكم فيها فى اللى تشوفيه وتسمعيه. والإخوان عاشوا تحت الأرض فترة كبيرة، فلما شالوا الغطا وطلعوا يا ولداه لسه فاكرين نفسهم فى الخمسينيات مثلًا.. الإعلام بتاعهم بيتصرّف كأن الناس ماعندهاش فيسبوك وتويتر، ولا عندها دش، ولا بتقرا الأخبار على النت.. الصحفيين بتوعهم شغالين كأن كل الجماهير خرفان. لا بتقرا ولا بتسمع ولا بتقارن ولا بتشوف. عايز أقول لك يا هانم: اطمنى. الإخوان هيحاولوا يستبدوا أكيد، بس الموضوع مش بالسهولة اللى انت فاكراها.