كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية عن مبادرة الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الامريكي باراك أوباما لتوثيق العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين بعد عقود من إنعدام الثقة والعداء في مقابل عدم تخليها عن علاقتها الجيدة مع المجلس العسكري، لتكون بذلك قد لعبت على الحياد وأمسكت العصا من المنتصف. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المبادرة التي قامت على عقد اجتماعات رفيعة المستوى خلال الأسابيع الماضية, تشكل تحولا تاريخيا في السياسة الخارجية التي عقدتها الحكومات الأمريكية المتعاقبة التي أيدت بثبات الحكومة الإستبدادية للرئيس المخلوع حسني مبارك. وأكدت الصحيفة أن هذه المبادرة جاءت كإعتراف منها بالواقع السياسيى الجديد الذي يقوم على سيطرة جماعة الإخوان المسلمين وحصولها على ما يقرب من نصف مقاعد البرلمان في الانتخابات خلال المرحلتين السابقتين, فضلا على التفوق التي ستحرزه في المرحلة الأخيرة التي تمثل معقل الإسلاميين. وعلى الجانب الآخر من المبادرة, أكدت الصحيفة أنه, بالرغم من سخط الإدراة الأمريكية على المجلس العسكري لإستخدام القوة المميتة ضد المحتجين الذين يسعون إلى انهاء حكمهم والتوصل إلى حكومة مدنية, فإنها تحافظ على علاقتها العميقة مع المجلس العسكري بالرغم من القيود الجديدة التي وضعها الكونجرس التي تشير إلى خفض المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر. وأشادت الصحيفة بالمبادرة التي تعكس حرص الإدارة الأمريكية المتزايد على أن يحقق نواب جماعة الإخوان المسلمين برنامجهم الذي يسعى إلى بناء دولة ديمقراطية حديثة من شأنها احترام الحريات الفردية والأسواق الحرة والإلتزامات الدولية، بما في ذلك معاهدة مصر مع اسرائيل. وأكد مسئول كبير في الإدارة الأمريكية, رفض الكشف عن هويته: "من غير العملي تماما عدم التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين موضحا أن الوضع الأمني ومصالح الولاياتالمتحدة الإقليمية في مصر تقوم على تحسين العلاقات مع الإسلاميين". وأوضحت الصحيفة أن "جون كيري"، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، عبر قائلا: "أن الولاياتالمتحدة بحاجة للتعامل مع الواقع الجديد وأنها بحاجة إلى تصعيد لعبتها مع الإخوان", وذلك عقب إنضمامه مؤخرا مع السفيرة الأمريكية لمصر، آن دبليو باترسون، لعقد اجتماع مع كبار قادة الحزب السياسي للجماعة.