ندى الشلقانى تكتب عندما تفكر في شراء مستلزمات المدارس، فإنك حتمًا ستفكر في الذهاب إلى منطقة شارع "الفجالة" التي تشتهر بالمكتبات التي تتخصص في بيع الكتب الدراسية وكل مستلزمات الدراسة. الآن وبمناسبة حلول الدراسة لن تستطيع السير من شدة الزحام بالفجالة، مئات الأفراد من كافة الأعمار يتسوقون، ويشترون كل ما يلزم أبناءهم من أدوات ومستلزمات دراسية، وسط تنوع كبير من المعروض من هذه المستلزمات، سواء في المكتبات أو الباعة الجائلين، الذين يحاولون جذب "الزبائن" بمختلف الطرق. (الوفد) رصدت في جولة لها أجواء ما قبل بدء موسم العودة للدراسة (back to school) في الفجالة. انخفاض في الأسعار إبراهيم علي، صاحب إحدى المكتبات الكبرى بالفجالة، يقول: "في كل عام وفي هذه الفترة تحديدا التي تستعد فيها الأسر لدخول أبنائها المدارس، يكون لدينا استعداد خاص، وذلك باحضار كل ما هو جديد من كتب ومستلزمات دراسية، فالبيع الحقيقي لا يتم إلا خلال هذه الفترة من السنة، أما باقي العام تكون حركة البيع عادية وليست بشكل مكثف". وعن الأسعار يقول سعد محمد، أحد تجار الفجالة: "الأسعار هذا العام تشهد انخفاضا بنسبة 20% عن العام السابق، فوزير التربية والتعليم السابق كان يرفع في أسعار الكتب الدراسية بشكل مبالغ فيه، حيث كنا نحصل عليها بثمن عال وبالتالي نبيعها للمستهلك بسعر عال". "خربوا بيوتنا" ستلاحظ بمجرد نزلك الفجالة هذا العام بالعدد الكبير من الباعة الجائلين، الذين يزاحمون أصحاب المكتبات، وهو ما سبب ضيقا لمعظم التجار وأصحاب المكتبات تترجمه العديد من أقاويلهم على غرار "البياعين خربوا بيوتنا"، "الوزير السابق كان مولعها نار" ، "مكسبنا كله في الموسم الدراسي.. نعمل معاهم إيه؟"، وغيرها من الأقاويل التي تعبر عن استيائهم الشديد من الباعة الجائلين الذين انتشروا أمام محلاتهم وأثروا تأثيرا قويا على حركة البيع لديهم. "خطفوا الزبون مننا".. هذا ما يقوله محمد أحمد، أحد التجار، متابعا: "إننا نعاني الآن من الباعة الجائلين الموجودين أما محلاتنا، فكثير من الزبائن تعتقد أنهم تابعون لنا ولكننا كمحلات محترمة لا نعرض بضاعتنا في الشارع، فهولاء الباعة من نتاج الغياب الأمني، ولقد أثروا علينا بنسبة تصل إلى 90%، فكل الناس تتركنا وتشتري منهم، وهو الأمر الذي يثير غضبنا بشكل كبير، ولكن ليس بأيدينا شىء نفعله، وعندما تأتي الشرطة يختفى هؤلاء الباعة وبعد ذلك يعودون من جديد". ويتابع: "أرجو من المسئولين الاهتمام بشكوانا، وتخصيص مكان لهؤلاء الباعة لجمعهم، هذا بالإضافة إلى أن وجودهم وانتشارهم أدى إلى تضييق الشارع بشكل كبير وأصبحت حركة السير فيه صعبة للغاية". أولياء أمور وطلاب أما عن المواطنين وحالة البيع والشراء وسط الزحام الشديد، تقول حسناء أحمد، ربة منزل: "تعودت أن أحضر إلى هنا كل عام لكي أشتري كل ما يحتاجه أولادي في المدرسة خلال العام، فهنا الأسعار أقل بكثير من المكتبات الخاصة التي توجد بجوار المنزل، وبالتالي أشتري بكميات كبيرة مرة واحدة لكي أرتاح طوال العام من هذه القصة". وتشير إلى أن أكثر ما لفت نظرها هذا العام أن الفجالة مليئة بابتكارات في أشكال الأدوات المدرسية التي تجذب الأطفال وتحمسهم على الذهاب إلى المدرسة، فالأقلام والأستيكات والبرايات على أشكال سبونج بوب وباربي وكرومبو وغيرها من الأشكال التي يعشقها الأطفال، وهذه الأدوات لا توجد في المكتبات الصغيرة الخاصة". تجتذب الفجالة أيضا في الوقت الحالي العديد من الطلاب سواء بالجامعة أو المدرسة.. فتقول هدى محمد، طالبة بكلية التجارة جامعة القاهرة: "هنا الأسعار أفضل بكثير مما يباع في الخارج، فأنا أشتري كل ما أحتاجه أثناء دراستي من كشاكيل خاصة الكشاكيل السلك، التي تكون غالية نوعا ما عن العادية ولكنها هنا تباع بسعر جيد، وأمامي العديد من الأشكال والألوان التي أختار من بينها".