ازدحم بريدى الإلكترونى أمس بعشرات الرسائل التى تزف إلىّ البشرى التى تثبت أننا أعظم الدول قاطبة وأن العالم كله يتآمر علينا ويحسدنا ويموت غيرة من عبقريتنا بمن فيهم وكالة ناسا الفضائية التى كتبت عن إنجازها بالهبوط على المريخ منذ عدة أيام، كانت أقسى الرسائل وأصعبها هى عبارة عن وصلة ردح من شاب المفروض أنه متعلم تعليماً عالياً يقول فيها: «موتوا بغيظكم، ها هى «ناسا» التى تعتبرها قمة العلم طلعت كاذبة ومدلسة؛ لأنها تخفى عن العالم سر ليلة القدر»!!، وبغض النظر عن «موتوا بغيظكم» التى باتت تحية الصباح على شبكة الإنترنت، فإننى لم أغضب من هذا الشاب لأنه مظلوم، هو ضحية لمن زيفوا وعيه وغسلوا دماغه، فهو ينقل ما يردده من أطلق على نفسه رئيس المجمع العلمى لهيئة الإعجاز العلمى والذى يداعب مرضنا العقلى المزمن وهو مرض التفكير بالتمنى، ويغازل كسلنا الإبداعى والعلمى والذى نحله بمجرد شتيمة الغرب وادعاء أننا نملك كل العلم ولكنه مكتوم فى الصدور وما بين السطور بسببهم هؤلاء الكفرة الذين سينتقم منهم ربنا يوماً ما نتيجة إهالة التراب على علمنا الغزير. ماذا قال رئيس هيئة الإعجاز العلمى الذى احتفت به كل مواقع وصفحات التواصل الاجتماعى وكأنه اكتشف علاج السرطان، يقول الدكتور العلامة: «الأرض ينزل عليها فى اليوم الواحد من 10 آلاف إلى 20 ألف شهاب، من العشاء إلى الفجر، غير أن ليلة القدر فيها لا ينزل أى شعاع ومن يعرف ذلك الكلام هو وكالة ناسا منذ 10 سنوات؛ لكنهم أخفوا الكلام حتى لا يسلم العالم»!!، وما دمت تكره «ناسا» إلى هذا الحد يا عالمنا الجليل، لماذا تلجأ إليهم أصلاً؟ ومن أين عرفت هذه المعلومة المذهلة ما دامت على هذه الدرجة من السرية؟ وبما أن هذه المساحة لا تتحمل تعليقاتى كلها فسأورد لكم بعض ما قاله رئيس هيئة الإعجاز وأتركه لعقولكم فى حالة احتفاظكم بها سليمة. يقول العالم المصرى الجليل أيضاً: «ماء الرجل الأبيض الغليظ منه العظم والعصب وماء المرأة الأصفر الرقيق منه اللحم والدم»، وأعتقد بمعلوماتى المتواضعة أن هذا التوزيع الإعجازى غير موجود إلا فى مخيلته الكريمة وأن مفهوم الماء تجاوزه العلم وأصبح لدينا حيوان منوى وبويضة. ويقول أيضاً إن العالم «كارنار» من أبرز علماء الفضاء أسلم وفقد وظيفته بوكالة ناسا الأمريكية بسبب اعتناقه الإسلام، وكان ما يعرف بشباك «وان ألان» الذى من خلاله تصعد سفينة الفضاء والموجود فى القرآن الكريم سبباً لهداية كارنار لطريق الحق، علما بأن الأشعة الكونية أشد من الأشعة النووية، وتعرض السفينة للحرق فى حال الصعود فى الفضاء بشكل عشوائى، ولذلك اهتدى علماء الفضاء لشباك «وان ألان». وقال كارنار: «الحجر الأسود يسجل كل من أشار إليه، ومن قبله»، وكشف عن حادثة سرقة قطع من الحجر الأسود من قبل بريطانيا التى جندت شخصا لذات الغرض أرسلته إلى المغرب، حيث درس العربية لمدة 10 سنوات، ثم توجه إلى مصر لتنفيذ مخططه، حيث اندس وسط الحجاج المصريين، واغتنم فرصة الساعات التى تسبق الفجر، وقام الجاسوس بقطع ثلاث قطع صغيرة بقطعة ليزر، محاولة من بريطانيا معرفة حقيقة هذا الحجر، وبعد 12 سنة، أعلن المتحف البريطانى أن الحجر الأسود ليس من المجموعة الشمسية، ليقولوا إن المسلمين يُقبلون حجرا ليس من المجموعة الشمسية، وهى الحكاية التى سردها كارنار، عقب إسلامه». ياااه كل دى مؤامرات علينا شفتوا أد إيه إحنا مهمين فى العالم.. بس بلاش عشان خاطرى فلتموتوا بغيظكم!!