توصلت أجهزة سيادية لهوية 4 من المتورطين فى الاعتداء على نقطة أمنية أول أمس قرب رفح، وقتل 16 ضابطا وجنديا بالقوات المسلحة، وتجرى عملية تمشيط واسعة لضبطهم، وكشف مصدر أمنى ل«الوطن» أن الجناة من بدو سيناء وينتمون إلى إحدى القبائل الكبرى التى تعيش قرب الحدود، فى حين وصلت 13 قيادة أمنية من جهات سيادية إلى مدينة العريش، قبل إعطاء إشارة البدء لعملية أمنية موسعة يشارك فيها 2000 جندى و3 طائرات مقاتلة، لضبط الأوضاع الأمنية، وإنهاء الانفلات الأمنى وانتشار الجماعات المسلحة والتكفيرية فى سيناء، وكشف مصدر أمنى رفيع، رفض ذكر اسمه، أن المعلومات المؤكدة تشير إلى ارتفاع أعداد المسلحين التابعين لتنظيمات جهادية وتكفيرية أكثر من 1400 بعد ثورة يناير، بينما لم يتجاوزوا قبلها 400 فرد، حيث جرى رصد وصول المئات من هؤلاء التكفيريين خلال العام الماضى قادمين من مختلف المحافظات ومن خارج البلاد. وأوضح المصدر أن أجهزة الأمن تركز فى بحثها عن المتهمين الهاربين فى مناطق جبل الحلال شديدة الوعورة وسط سيناء، والتى شهدت معارك عنيفة بين ضباط الشرطة وأعضاء تنظيم التوحيد والجهاد فى عامى 2004 و2005، فضلا عن تكثيف عمليات تمشيط الكهوف والوديان الجبلية، خاصة فى المنطقة الوسطى بين شمال وجنوب سيناء. وأضاف: جرى رصد تطور نوعية السلاح التى يحملها هؤلاء التكفيريون، بعدما استطاعوا الحصول على كميات ضخمة من الأسلحة المتطورة المهربة من ليبيا، وتشمل أسلحة ثقيلة استخدمت فى الهجوم الأخير، وكانت الأجهزة الأمنية حددت 70 قيادة لهؤلاء التكفيريين، بينهم عدد من المتطرفين القادمين من مدن الدلتا، ولم تستبعد المصادر الأمنية ارتباط تلك الجماعات بتنظيمات فلسطينية على علاقة بتنظيم القاعدة، مثل تنظيمى جلجلة وجيش الإسلام، وعدد من التنظيمات السلفية الجهادية فى غزة. وعلمت «الوطن» أن العملية الأمنية الجارية حاليا، كانت معدة للتنفيذ منذ 3 أشهر، وتأجلت بسبب الانتخابات الرئاسية والظروف الأمنية وقتها، وتتضمن البدء بمشاركة 100 تشكيل قتالى، دخل 70 منها سيناء بالفعل، قبل تأجيل العملية، بناء على نصائح بعض القيادات المحلية التى غيرت موقفها فيما بعد وألحت على الإسراع بها، ومازال هناك حوالى 20 تشكيلا قتاليا فى سيناء بالفعل الآن فى معسكرات الأمن المركزى، ورصدت الأجهزة الأمنية مسجدين للجماعات التكفيرية بمنطقة الجورة بالقرب من معسكر قوات حفظ السلام الدولية فى رفح، بخلاف 3 معسكرات لتدريب العناصر الجهادية شمال منطقة الحفن وشرق مدينة العريش وجنوب قرية الجورة. وكشفت مصادر سيادية أن الخطة تعتمد على شل حركة قادة الجماعات التكفيرية، بالقبض عليهم، ثم مداهمة أوكار باقى التنظيمات، مشيرة إلى أن الجماعات التكفيرية لا تنضوى تحت تنظيم واحد، وإنما تتكون من عشرات التنظيمات المرتبطة فكريا، والتى لا تزيد أعداد بعضها على 10 أعضاء، ومن المنتظر أن تشارك فى العملية قوات من الشرطة ووحدات خاصة من الأمن المركزى، الذى تبعد معسكراته 25 دقيقة عن بعض أوكار تلك الجماعات.
