«كما تكونوا يولى عليكم».. ذلك القول الصادق والحكمة الإلهية تنطبق على جماهير وأعضاء الزمالك، فكما هم منكسرون منهزمون ضعفاء مستكينون مفرقون ومشتتون يتعايشون مع الهزيمة ويعشقون الحزن تبلدت مشاعرهم وتجمدت جوارحهم وقست قلوبهم، وماتت إرادتهم وقتل طموحهم، هكذا إدارتهم متبلدة مثلهم تعشق الهزائم وتجرى بالأميال نحو المشكلات، وتبدع القرارات والمواقف التى تقسم الفريق وتضرب وحدته وتحافظ على انهياره وتدنيه فنيا وبدنيا وأخلاقيا، وهنا لن أعيد وأزيد فى ذكر الكوارث والأزمات والمشكلات التى شهدها الزمالك فى عهد الفاشل ممدوح عباس، فالتاريخ طويل وهزائم وفضائح الزمالك فى السنوات الثمانى الماضية ست منها بسبب المدعو عباس الذى جلس على حكم القلعة البيضاء سنوات تجرع الزمالك خلالها المر والهزائم وأوهموا الزملكاوية السُّذَّج بعد كل هزيمة وخلف كل مصيبة مرتضى منصور فحبس الرجل ولم يتغير شىء وهرب واختفى والحال كما هو، فالمشكلة لم تكن فى مرتضى أو غيره المشكلة الكبرى فى عباس الذى أفسد الزمالك وفريق الكرة بأمواله وفرَّق بين اللاعبين بمكافآته، وشق وحدته بجواسيسه، ودمر النادى بأسلوب المشجعين الذى أدار به الزمالك. خسر الزمالك أمام الأهلى يوم الأحد قبل الماضى، وهى خسارة عادية ومتوقعة ويستحقها وانتظرنا أن يعقد مجلس الإدارة اجتماعا طارئا كى يحدد: هل سيستمر شحاتة أم لا، خصوصا أن المدرب (سامحه الله) أعلن استقالته بعد المباراة، ثم تراجع عنها بعدها بخمس دقائق، وظن الجميع أن المدعو عباس (لا سامحه الله) اتصل به وأبقى عليه، خصوصا أن الفريق فى غمار البطولة وخطورة التغيير أكبر من خطورة البقاء وكان القرار الصائب الإبقاء على شحاتة، ولكن بعد أربعة أيام بلياليها ونهارها نفاجأ أن عباس فشل فى الإبقاء على شحاتة والسبب إصراره على عودة حبيب قلبه وقرة عينيه شيكابالا، وهو ما رفضه المعلم المحترم وقرر الرحيل، فالزمالك يدفع ثمن عشق رئيس النادى للاعب، علاقة حب خاصة تكلف النادى هزائم ومشكلات وفضائح. صحيح الحب أعمى بس مش لدرجة إضاعة نادٍ له كل هذا التاريخ والجماهير.. ثم أين البهوات أعضاء المجلس؟ ألا يستحق الزمالك الذى صنع من جهلهم نجومية أن يبحثوا لأنفسهم عن دور أكبر من دور المراكبية على الكورنيش، كلهم يلهثون ليحظوا بشرف نزهة الحبيبة وكله على الفاتورة؟ ألم يكتشفوا حتى الآن أن ما يفعلونه حرام وأن الاستمرار فى التغطية على هذه العلاقة وعدم مواجهتها بحزم سيحول النادى إلى كوم تراب؟ أليس فيكم رجل غيور على ناديه يملك شجاعة إيقاف هذه المهزلة؟ عن نفسى، أعلم أنه لا يوجد بينهم رجل غيور على الزمالك، وأن طعم الشاى بالياسمين فى مكتب ممدوح عباس ينسيهم أنفسهم وتتوه مع كل رشفة عقولهم، ولكن الأهم من هؤلاء جماهير الزمالك، أين أنتم؟ أين ذهب أعضاء النادى؟ هل وصل بهم الخنوع والخضوع والاستسلام والهزيمة إلى درجة أن يسلموا أنفسهم وناديهم لرجل أذهب حب اللاعبين المشهورين عقله وصار يسخِّر النادى لخدمتهم؟ قد أفهم موقف أعضاء مجلس إدارة الزمالك وأن مصالحهم مع عباس أو ارتباطهم بالكرسى والبقاء عليه أطول فترة ممكنة أهم من مصلحة النادى، ولكن ما لا أفهمه هو سكون وهدوء واستسلام جماهير الزمالك للأمر الواقع وتقبلهم للهزيمة والخسارة من الصغير قبل الكبير، واستمرارهم فى تشجيع الفريق دون أن يتأثروا، بل لم تعد الهزيمة تحرك مشاعر الحزن والغيرة فيهم. يقول تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فإذا لم تتغيروا وتطلبوا الفوز والنصر والنجاح فإنه لن يأتى لكم، إذا لم يكن طموحكم على مستوى الجماهير القدامى الذين صنعوا للنادى أمجاده ووضعوه على قائمة الأكبر شعبية وجماهيرية فى مصر وإفريقيا والوطن العربى فإنكم، أيضا، لا تستحقون أن تشجعوه، إذا لم تثوروا على أوضاعكم وإدارتكم العفنة فأنتم تستحقون ما أنتم فيه، ولكن الزمالك، المؤسسة والتاريخ والبطولات، لا يستحق من هذا الجيل هذه الإهانة.