قد يكون ارتباط مصطلح «المطبخ السياسي» بالقرارات السيادية التي تتخذها الدولة تجاه مواطنيها لوجود «طباخة» ماهرة بالأساس بداخله؛ تستطيع بشكل أو بآخر التأثير على قرارات الرئيس وتوجيه أفعاله حسبما ترى، وبالطبع تلك المرأة هي زوجته. ولذلك لا يمثل منصب الرئيس بالنسبة للمواطنين الرجل بشخصه ومن حوله من مساعدين وبطانة فقط، وإنما زوجته وعائلته بالأساس، ولذلك أيضًا يعكف الكثيرون على دراسة شخصية تلك المرأة التي ستحكم، مع زوجها، وستؤثر في الحياة السياسية. وعلى الساحة المصرية، وبالتحديد منذ تحول النظام السياسي من الملكي إلى الجمهوري، عاصر المصريون 5 زوجات للرؤساء أو 5 سيدات حظين بلقب «السيدة الأولى»، منهن من ابتعدن عن دائرة الضوء مثل زوجتي محمد نجيب وجمال عبدالناصر، تحية، ومنهن من أثّرن وبقوة على صنع القرار السياسي مثل زوجتي أنور السادات، جيهان، وحسني مبارك، سوزان، وتبقى واحدة أخيرة هي زوجة محمد مرسي، نجلاء، والتي لم تحظ بالفترة الكافية للاختيار ما بين التواجد أو الابتعاد. ومع اشتعال الجدل الآن باقتراب الانتخابات الرئاسية، تركزّت أنظار المصريين على موضع «السيدة الأولى» ويتساءلن عن تلك التي ستحظى باللقب خلال أشهر قليلة، وللمصادفة لن يحتار المصريون كثيرًا في البحث والتدقيق؛ بعدما انحسر السباق في مرشحين اثنين فقط، هما: حمدين صباحي، مؤسس «التيار الشعبي» والمشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق. Gololy يقدم لك بعضًا من ملامح زوجتي صباحي والسيسي، وبصرف النظر عمن ستكون منهن الفائزة بلقب «سيدة مصر» القادمة، يبقى السؤال هو: «هل ستتبع نهج زوجتي نجيب وعبدالناصر أم تستجيب لطموح زوجتي السادات ومبارك، أم سيبقى لها رأي مغاير لهما؟!». *زوجة حمدين صباحي: ليست مجرد زوجة لمؤسس «التيار الشعبي»، وإنما رفيقة كفاحه السياسي وشريكته في معاركه المختلفة، ولذلك كان من الطبيعي أن تمتلك السيدة سهام نجم تاريخًا مشرفًا كناشطة سياسية وحقوقية تدافع عن قضايا الحريات. زوجة صباحي حاصلة على بكالوريوس كلية التجارة من جامعة القاهرة عام 1977، وتشغل منصب الأمين العام ل«الشبكة القومية لمحو الأمية وتعليم الكبار»، وهي العضو الوحيد الممثل للمنطقة العربية داخل «اللجنة الدولية لمبادرة التعليم للجميع» التابعة لمنظمة «اليونسكو»، كما أنها عضو بارز في العديد من منظمات العمل المدني. سهام التقت صباحي خلال إحدى المظاهرات عام 1972، وبعد سبع سنوات تزوجا، وكان أول عش للزوجية في القناطر الخيرية؛ حيث عاشا ل10 سنوات، ثم انتقلت الأسرة إلى منطقة المهندسين، وكانوا آنذاك 4 أفراد بعدما أنجبا ولدًا وبنتًا، الابن محمد يعمل مخرجًا سينمائيًا، والابنة سلمى تعمل مذيعة. السيدة سهام نجم - زوجة المرشح الرئاسي حمدين صباحي زوجة المرشح الرئاسي عاشت مأساة نكسة 1967؛ حيث كانت من مواليد بورسعيد، وخلال حرب الاستنزاف تم تهجير أسرتها إلى رأس البر بدمياط بعيدًا عن أجواء القصف، ولم تعد إلى موطنها الأصلي إلا عام 1976. وعن لقب «السيدة الأولى»، في حال فوز صباحي بالرئاسة، قالت: «زوجة الرئيس يجب أن تبقى على ما هي عليه، وألا تغير سلطة زوجها حياتها، وأن تعمل في نفس النطاق الذي كانت تعمل فيه قبل تولي زوجها منصب رئيس الجمهورية. . وداعًا للكلمات الرنانة في الإعلام، سواء سيدة مصر الأولى أو السيدة الفاضلة؛ لأن كل سيدة في مصر تستحق هذه الألقاب». وأضافت سهام نجم: «دوري أن أمارس عملي الذي كنت أمتهنه قبل تولي زوجي الرئاسة، مع الابتعاد عن أي نفوذ أو سلطة من أي نوع، وأبتعد عن الإعلام قدر الإمكان، وسأرفض أي تشكيل هالة جديدة نحوي، أو ديكتاتور جديد حولي، وسأمارس عملي في تطوير منظومة التعليم ومحو الأمية وتعليم الكبار». صباحي مع زوجته وأبنائه *زوجة المشير عبدالفتاح السيسي: رغم عدم ظهورها إعلاميًا طوال فترة تولي زوجها المشير عبدالفتاح السيسي وزارة الدفاع إبان عهد الرئيس السابق محمد مرسي، إلا أن الحرب الإعلامية بدأت بضراوة ضد السيدة إنتصار عامر فور إعلان زوجها الترشح للرئاسة. الشائعات التي طالت عامر تنوعت بين وجود صلة قرابة بينها وبين السيدة الأولى السابقة سوزان مبارك، وأن الأخيرة كان لها دور في زواجها بالسيسي، بينما ردد آخرون أن زوجة السيسي تُدعى نهاد نور، شقيقة إمبراطور الإعلانات، طارق نور، صاحب مجموعة قنوات فضائية. وقد نفى السيسي تلك الإدعاءات خلال حوار تليفزيوني له مع الإعلاميين لميس الحديدي وإبراهيم عيسى؛ حيث أوضح أن السيدة إنتصار ابنة خالته وأنه تزوجها بعد قصة حب طويلة فور تخرجه في الكلية الحربية عم 1977. زوجة السيسي، التي لم تظهر إعلامياً ولا مرة واحدة، فهي تُكرس حياتها لبيتها وأبنائها مصطفى ومحمود وحسن وآية، كما أنها لا تحب الظهور الإعلامي، ولا تفضل حياة الصالونات، وتؤمن دومًا بأن المكان الطبيعي للمرأة خلف زوجها وأبنائها. وبحسب تقرير مطول أعده موقع «CNN» ونقله موقع «العربية. نت»، فإن المحللين يرون أن طبيعة السيدة انتصار تنبئ بعدم تدخلها في الحياة السياسية حال تولي زوجها الرئاسة، وأن شخصيتها الأقرب لشخصية السيدة تحية كاظم زوجة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. وما يُعزز ذلك هو رفضها تقلُد العديد من المناصب المرموقة التي عُرضت عليها، وفضلت على ذلك رعاية الأسرة والزوج.