أكد الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين، أن الإخوان لن يلجأوا للعنف إذا أعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوز الفريق أحمد شفيق بالرئاسة، وأن أقصى ما يمكن أن يحدث هو التظاهر، دون اللجوء إلى العنف أو الصراع المسلح، ورأى فى المقابل أن العنف متوقَّع، ويمكن أن يحدث، لكن من قبل أعضاء الحزب الوطنى المنحل إذا فاز الدكتور محمد مرسى، مرشح الجماعة.. عن المشهد السياسى، والانتخابات الرئاسية، ومواقف الإخوان من نتائج الرئاسة كان ل«الوطن» الحوار التالى مع حبيب.. * ما توقعاتك لردود فعل كل من أنصار الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق عقب إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية فوز أحدهما؟ - سواء نجح «مرسى»، مرشح جماعة الإخوان، أو «شفيق»، فإن لكل فصيل الحق فى الاعتراض، ورفض النتيجة بشكل سلمى ومتحضر، دون استخدام للعنف الذى يسىء للجميع. * ولكن ماذا عن ردود الفعل؟ هل ستقبل الجماعة مثلاً بالفريق شفيق رئيساً للجمهورية، إذا أعلنت اللجنة العليا للانتخابات ذلك؟ - أتوقع أن يقوم الإخوان بمظاهرات عارمة، تضرب البلاد من أقصاها إلى أقصاها، على اعتبار أن هذه النتيجة تمثل عودة النظام القديم بكل مساوئه، وكأن مصر لم تشهد ثورة راح ضحيتها شهداء من كل المحافظات. * هناك مخاوف من أن تتجاوز ردود الإخوان فكرة التظاهرات السلمية؟ - لا أعتقد هذا؛ لأن الثورة قامت من الأساس لإسقاط نظام مبارك بشكل سلمى، منذ بدايتها، ومن باب أولى أن يحترم الإخوان هذا التاريخ الأبيض، وأن يكون اعتراضهم سلميا. * الإخوان هم الفصيل الوحيد الذى يمتلك آليات وإمكانيات يمكن أن تصعد المواجهات إلى حد العنف. - إذا ثبت أن هناك حالات تزوير موثقة -وأشدد على أن تكون حالات موثقة- فعلى جماعة الإخوان أن تستمر فى التظاهر، وألا تتوقف حتى يجرى تغيير النتيجة، لكن إذا كانت الحالات غير مؤثرة فى النتيجة، وحدثت فى حدود ضيقة، فعليها الاعتراف بالهزيمة وقبول النتيجة. * ألا يمكن أن تلجأ الجماعة إلى العنف لتغيير النتيجة بالقوة، لتدخل فى صدام مع المجلس العسكرى؟ - غير ممكن؛ لأن مبدأ العنف المسلح ليس فى فكر الجماعة أو منهجها أو حتى من سلوكيات أعضائها. * لكن سبق أن سعى النظام الخاص الذى أسسه عبدالرحمن السندى إلى التغيير بالقوة والسلاح؟ - مستحيل عودة النظام الخاص مرة أخرى، بعد أن جرى حله من قبل المرشد حسن الهضيبى، بعد أزمة عام 1954، وحتى هذه اللحظة اختفى تماماً ولن يعود؛ لأن الجماعة لا تحتاج إليه مرة أخرى. * هناك من يرى أن الجماعة مؤخراً تتجه إلى الصدام مع المجلس العسكرى، ما يعد تكرراً لأحداث ما بعد ثورة يوليو؟ - أى مشكلة لها طرفان، وإذا كانت هناك نية للحل، فإن أحد الطرفين يصنع المشكلات، فى الوقت الذى يحاول فيه الآخر امتصاص المشكلة حتى تختفى، أو تنتهى، وهو ما يحدث الآن. * هل من الممكن أن يتكرر سيناريو 1954 مرة أخرى؟ - لا أعتقد. * بعد تصريحات الإخوان النارية، ما سقف تحركاتهم فى الفترة المقبلة إذا أُعلن فوز شفيق؟ - لن يتجاوز الموقف التظاهرات. * وما توقعاتك لموقف «العسكرى» بعد تهديد الإخوان بالتصعيد إلى أبعد الحدود والاستمرار فى المظاهرات؟ - سيكون هناك نوع من التفاهم، وكل منهما سيستخدم أوراقاً للضغط، حتى يكسب مزيداً من الحقوق، ما يعنى أن الصراع الآن صراع إرادات، وصاحب النفَس الطويل هو الذى يفرض إرادته فى النهاية. * فى رأيك من صاحب النفس الأطول بين الأطراف الموجودة الآن على الساحة؟ - أرى أن لدى القوى الثورية والميدانية إصرارا وعزما وقدرة على مواصلة الضغط، لتحقيق أهدافها. * فى حال فوز مرسى بمنصب الرئيس، هل سيقود هذا البلاد إلى الاستقرار؟ - أتوقع أن تكون هناك موجة من العنف المسلح، وعودة جديدة لميليشيات الحزب الوطنى المنحل، لتبدأ فى تصدير العنف والتوتر إلى الشارع، إضافة إلى عودة موجة المطالب الفئوية لتعجيز الرئيس المنتخب عن تحقيق مطالب المرحلة. * ربما تختلف رؤيتك هذه عن كثيرين يتوقعون العنف إذا فاز شفيق بالرئاسة من قبل الإسلاميين. - إطلاقا.. العنف سيبدأ إذا فاز مرشح حزب «الحرية والعدالة» التابع للجماعة.
