أطلقت حركة شباب 6 إبريل مبادرة للم الشمل بعد الأحداث التي شهدها ميدان التحرير بين مظاهرات مؤيدة وأخرى مناوئة للرئيس د.محمد مرسي. واستنكرت حركة شباب 6 أبريل في بيانا لها الأحد 14 أكتوبر ما جرى الجمعة الماضية من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وأعضاء حزب الحرية والعدالة. ووصفت الحركة التي ما حدث ب"السابقة الأولى بمصر، منذ إسقاط نظام حسني مبارك"، مشيرة إلى أنها أحداث عنيفة ومأساوية أعادت إلى الأذهان الذكرى الدامية لموقعة الجمل، غابت فيها رمزية الميدان الثورية النقية، ودنست أرضه الاشتباكات الدامية بين جموع المتظاهرين في ميدان التحرير.
وأضافت الحركة لما كانت تلك الأحداث على خلفية التداخل بين تظاهرات المعارضة السلمية التي تم إعلانها مسبقاً، وتظاهرات أنصار الحزب الحاكم لاحقاً، تدعيماً لقرارات الرئيس الأخيرة والتي لم تدخل حيز التنفيذ من الأساس فإن اللوم بإنصاف لابد وأن ينال أطرافاً عدة، منها من شارك بترتيب مسبق وأخرى دفعتها الظروف إلى غمار هذا المشهد الصادم.
وألقت باللوم الأول والمسؤولية الكبرى على جماعة الإخوان المسلمين، التي كان بمقدورها أن تجنب مصر هذا المشهد العبثي المسيء للوطن والثورة، وكانت اختارت لتظاهراتها محلاً أخر، غير ذلك الذي سبقتهم لاختياره صفوف المعارضة لكن هذا الإصرار المثير للريبة، على اختيار نفس الميدان في نفس التوقيت لحشد تظاهراتها، يوحي بنية الجماعة تصدير أنصارها لقمع وتكميم أفواه المعارضين، وإرهابهم.. وأشارت أن ما حدث يعد مؤشر خطير يمثل بادرة بالغة الخطورة، وانحرافا جسيماً في مسار الشراكة الوطنية، التي حاولت الحركة طوال الفترة المنصرمة، أن تكون أحد حراسها.
وأكدت الحركة على إقدامها على مجموعة من الخطوات العاجلة منها تقديم مبادرة للم الشمل ودعم الشراكة الوطنية تشمل كافة القوى الوطنية والسياسية بمختلف توجهاتها، على أن تشمل جماعة الإخوان المسلمين لاحقاً، بعد تقديم "اعتذار" صريح لجموع الشعب المصري عن دورها في اشتعال الأحداث داخل الميدان، وطالبت الرئيس بتقديم "توضيح" لجموع الشعب المصري، عن موقفه إزاء تلك الأحداث، وعن مسؤولية مؤسسات الدولة التي تقع تحت سلطته، والتي غابت بشكل كامل عن الميدان، مما أسهم في تحويله إلى ساحة فوضى وصراع، في مشهد أصاب كثير من المصريين بالصدمة وخيبة الأمل.. كما يجب عليه أن يبرهن بقوة، عما إذا كان رئيساً لكل المصريين، أم رئيساً لفئة دون أخرى.
ولفتت إلى استمرار المراقبة الواعية بالتنسيق مع الشركاء الوطنيين لمراحل كتابة الدستور المصري الجديد.. ودعم كل ما من شأنه، إنتاج دستور متوازن يعبر عن كل فئات الشعب المصري، ولا يخضع لهيمنة أي فكرٍ أو تيارٍ أو حزبٍ أو جماعة، ويجسد روح الثورة، والتصدي لما يخالف ذلك. وشددت على الاستمرار في مراقبة وتقويم النظام الحاكم، ودفعه لتحقيق خطوات ملموسة على الأرض تستهدف تحسين الظروف المعيشية للمواطنين الذين اختاروه في أول انتخابات حرة وديمقراطية تشهدها البلاد، وكذلك صيانة مبادئ الثورة التي لا رجعة فيها، ولا تفاوض عليها، من الخبز والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.
وأوضحت استمرار مشاركة الحركة منفردة أو بالتنسيق مع الشركاء الوطنيين في كل الفعاليات السلمية التي تستهدف تطهير القضاء ومحاسبة المجرمين الذين سفكوا دماء المصريين في ثورة الخامس والعشرين من يناير، والبقاء على نفس المسار، لدعم كل جهد مخلص، رسمياً كان أو شعبياً يرمي إلى الدفع لتحقيق أهداف الثورة وتحسين الأحوال المعيشية لأبناء مصر. وكذلك على اختصامها ومعارضتها الواضحة لكل محاولة تستهدف عرقلة الثورة وأهدافها أو تحطيم الأمل في نفوس المصريين.