صدر حديثًا عن الدار المصرية اللبنانية رواية "الميراث" لأمل صديق عفيفي، تقع الرواية في 320 صفحة من القطع المتوسط، وبغلاف يكتنز الكثير من المعاني التي تدور حولها الرواية. فصورة الهرم في الغلاف تذهب بمعنى الميراث إلى آفاق بعيدة عن فكرة الأموال والعقارات التي قد يرثها المرء من أهله، كاستفادة وقتية. المعنى المباشر الذي يصلك من رواية "الميراث" هو عودة يوسف من أمريكا إلى وطنه مصر بعد أعوام طويلة من الغربة، باحثًا عن حل لمشكلاته، فيجد في واقعه الجديد ما هو أعقد ويدخل في رحلة للبحث عن ميراثه، ذلك هو الهيكل الفني البسيط والقريب لفكرة الرواية. والميراث المعنى، في مراوحة زمنية ومكانية، تتمثل في الرحيل بداية، ثم العودة، ثم التفكير في الرحيل مرة أخرى، ورفض هذه الفكرة، في بنية دائرية فنيًّا ونفسيًّا، لتنطلق فكرة الميراث من معنى مادي إلى قيمة أعمق، تتعلق بمفهوم الهوية معنويًّا وإنسانيًّا وتمزقاتها بين المحلي والعولمي. وكعادتها، فإن أمل صديق عفيفي، تحيط عملها بأجواء واقعية، تشي للقارئ بأن ما يجري أمامه في سطور الرواية هو شيء يقع فعلًا أمامه، وذلك أنها تذكر الكثير من الشخصيات الواقعية التي شاركتها فكرة العمل، وشكلوا عالمها الروائي، وتذكرهم بأسمائهم الحقيقية وتثمن أدوارهم، فالرواية عالم من أشخاص حقيقيين وإلى قراء حقيقيين، لتكتمل فكرة الدائرية في الرواية شكلًا وموضوعًا، واقعًا وخيالًا، كما أنها تهدي روايتها إلى الأديب والمفكر علاء الأسواني الذي أعاد جيلًا بأكمله إلى الكتاب. جدير بالذكر أن الرواية كتبت أساسًا كسيناريو لفيلم لكن كما تقول الروائية أمل صديق عفيفي: "ما عادت الجمل الحوارية على لسان الأبطال تكفيني، ولذا قررت أن أحوّل الفيلم إلى رواية" .