فور إعلان ترشحها لجائزة نوبل للسلام .. قررت الأم ماجي والمعروفة باسم ماما تريز المصرية الدخول في خلوة أو اعتكاف داخل أحد الأديرة الكاثوليكية الموجودة بمصر . حيث فضلت الاقتراب من الله والابتعاد عن الأضواء التي طالما فضلت الهروب منها والعمل في صمت. وبعيدا عن مسالة اعتكافها فهل تستطيع الراهبة المصرية ماما ماجي أن تكون الشخصية الخامسة بين أبناء مصر التي تحقق هذا اللقب العالمي الرفيع وهو الفوز بجائزة نوبل حيث تتصدر قائمة المرشحين لدورها البارز في دعم الفقراء ويتنافس معها على نفس الجائزة الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون والمستشار الألماني هيلموت إلي جانب بيل جيتس صاحب مايكروسوفت العالمية والرئيس التونسي منصف مرزوقي. إنها الراهبة ماجي جبران المصرية الأصل ومديرة جمعية خيرية بالقاهرة ورغم أعمالها التي ظهرت على السطح في الآوانة الأخيرة إلا أنها لم تكن معروفة في الأوساط المصرية ولم يلتفت إليها أحد إلا بعد ترشيحها لنوبل فقد كرست حياتها لخدمة أطفال الشوارع والأيتام وكل هؤلاء الذين يعانون من قسوة الزمن عليهم فعاشوا الفقر المدقع وعانوا من الأمراض و افتقروا إلى الرعاية الصحية والاجتماعية و التعليم. أنشأت ماما ماجى المدارس والحضانات والعيادات والمستوصفات وأقامت مراكز للتدريب المهني ومصانع صغيرة لتعليم الفتيات والشباب، للذين لم يكملوا مرحلة التعليم الأساسي، حتى يصبحوا قادرين على الكسب الشريف ودون أن ينزلقوا إلى فعل الرذيلة. ولقد قدمت ماما ماجي خدماتها وبرامجها التنموية لكل أفراد المجتمع مسلمين ومسيحيين دون أي تفرقة وذلك لأنها اتخذت من المسيح مثالا حيا لها حيث انه "جال يصنع خيرا للجميع" ولم يفرق بين يهودي وأممي. أثرت خدمة ماما ماجي في مئات الألوف من أبناء وبنات مصر فتغيرت حياتهم واستعادوا الأمل والرجاء في الحياة وأحبوا العمل من أجل بلدهم مصر. كما ترأس الراهبة منظمة سنيفن تشيلدرن الخيرية منذ عام1985, والتي تهتم بالأطفال في الأحياء الفقيرة والمناطق المهمشة, وتم ترشيحها للجائزة 3 مرات من قبل وهذه المرة الرابعة. وقد وصفت الأم ماجي جبران "54 سنة" ترشيحها للفوز بجائزة نوبل للسلام بأنه عطية من الله وقالت لا تهمني الجائزة، بل أهتم بنشر المحبة والسلام ورغم علمها بالترشح للجائزة إلا إنها أصرت على مشاركتها الاحتفال الاثنين مع أطفال حضانة القديس سمعان الفقراء في منشية ناصر الذين تعشقهم ، وقبل بدء الحفل، غسلت أقدامهم ووزعت عليهم الحلوى، وقالت للصغار في حضور أسرهم "تعلموا حب الله، وشكره على كل عطاياه، وصلوا له قائلين: يارب علمني كيف أحبك". ويقول عنها مطران الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا والقرن الأفريقى د.منير حنا انيس: "شعرت كمواطن مصري بفخر شديد عندما علمت أن السيدة ماجي جبران الشهيرة بماما ماجي وصلت إلى قمة الترشيحات لجائزة نوبل لهذا العام . فمجرد ترشيح ماما ماجي من هيئات دولية متعددة ليس فقط تكريما لها وإنما تكريما لمصر كلها خاصة في هذا الوقت الذي نتطلع فيه أن يبذل كل مواطن مصري الجهد لبناء بلادنا الحبيبة مصر". وأضاف: "أنا شخصيا أتطلع أن يأتي الوقت الذي فيه تبادر الدولة بتشجيع وتكريم كل من يبذل جهد لتنمية المجتمع من أمثال ماما ماجي قبل أن يتم التكريم من جانب المجتمع الدولي. إنني أتمنى من كل قلبى ان تفوز ماما ماجى، - الام تريزا المصرية- كما يدعوها الكثيرين ، بجائزة نوبل لانها تستحق ذلك عن جدارة ولان هذا سيكون وساما على صدورنا جميعا. ويقول المدير التنفيذي لمؤسسة الأم ماجي عماد بشاي، إن المؤسسة موجودة بالمنطقة منذ 25 سنة ولا تفرق في خدماتها بين مسلم وقبطي، وتقدم الخدمات للمدارس بالمناطق العشوائية، خاصة منشية ناصر وأعمل معها منذ 5 سنوات وهى تهتم بتحسين ظروف الفقراء، لذا سماها الأهالي الأم ماجي أو تريزا المصرية.