هل كانت فلسطين ووعد بلفور هو المحاولة الأولى لإنشاء كيان أو وطن قومى لليهود يتدثر بعباءة دينية تزعم أن فلسطين هى أرض الميعاد لليهود؟ الوقائع التاريخية القريبة ترد بالنفى على هذا السؤال ،حيث يقول موقع إيش دوت كوم اليهودى إنه قبل تيودور هيرتزل بمائة عام، عمل موردخاى مانويل نواه على إقامة ما أُطلق عليه دولة أرارات فى بافالو فى ولاية نيويورك عام 1825. كان نواه، الذى وُلد فى فيلادلفيا عام 1785، قد عمل فى الشرطة والجيش والصحافة والكتابة للمسرح والدبلوماسية. وفى عام 1820، بدأ نواه فى التفكير فى إقامة مدينة تكون بمثابة ملاذ آمن لليهود من كل أنحاء العالم فى الأراضى الأمريكية، فعمل على شراء أراضٍ قرب شلالات نياجرا، كما وجه الدعوة للهنود الحمر للانتقال إلى مدينته هذه، حيث كان يعتقد أنهم من نسل قبائل بنى إسرائيل المفقودة. وبعد خمس سنوات، أطلق نواه على المدينة اسم «دولة أرارات»، نسبة إلى جبل أرارات الذى رست عليه سفينة نوح بحسب العهد القديم. وأرسل نواه حاخامات ومندوبين إلى أوروبا للترويج لفكرته ودعوة اليهود للهجرة إلى مدينته، غير أن دعوته لم تلق اهتماما وفشلت الفكرة. هذا عن مشروع فاشل،أما الأغرب فهو أن تكون هناك دولة يهودية كاملة شبه مخفية ، بل مخفية بالفعل عن أنظار العالم بفعل فاعلين. إنها حكاية أغرب من الخيال اسمها دولة «بيروبيجان» التى هى فى حقيقة الأمر جمهورية اليهود الأولى و تقع فى جنوب شرق روسيا،وأغرب مافى أمر هذه الدولة أنها لا يعلم بوجودها الأغلبية من العالم لأن اسرائيل تسعى جاهدة إلى كتم هذه الحقيقة ومنع الإعلام من زيارتها ، وهذه الجمهورية هى الوطن الأول لليهود فى العالم كانت هجرتهم إليه قبل فلسطين إلى أن ظهرت الصهيونية وفكرة توطين اليهود فى فلسطين .جمهورية اليهود هذه تأسست عام 1928 بدعم وتشجيع من يهود أمريكا أنفسهم ممثلين فى هيئة كانت تضم فى عضويتها عالم الفيزياء اليهودى أينشتاين والكاتب الامريكى المعروف جولدبرج ، وهكذا خدعت الصهيونية العالمية العالم أجمع عندما زعموا إبان الحرب العالمية الثانية أنهم فى أمسً الحاجة الى أرض فلسطين كوطن قومى لهم وأنهم مشردون بالأرض ولا يوجد لهم وطن قومى يؤويهم.. وللحديث بقية.
