قال الدكتور محمد يوسف استاذ الزراعة والمكافحة الحيوية بكلية الزراعة جامعة الزقازيق مستشار الزراعة العضوية بالوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية فى تصريح ل"لبوابة اخبار اليوم " أن القيادة السياسية أعطت أولوية قصوى لتحويل منظومة الزراعة التقليدية إلى زراعة مستدامة لمواجهة التغيرات المناخية والتحديات التي يتعرض لها قطاع الزراعة. اقرأ أيضًا| مبادرة «حياة كريمة» لتطوير الريف إعادة الحياة للمواطن المصري | خاص وتابع ويمكن تعريف الزراعة المستدامة من وجهة نظري كمتخصص ومهتم بمجال الزراعة الحيوية والمستدامة أنها مجموعة من الممارسات الزراعية الجيدة بحيث تكون مخرجاتها غير مؤثرة أو ملوثة للبيئة والعمل على حماية الموارد الطبيعية المتاحة مع تأمين دخول المزارعين بالإضافة إلى عدم الإفراط فى استنفار الموارد الطبيعية والتى هى حق الأجيال القادمة في الحياة والتى تمكنهم في الحصول على دخل كافي في المستقبل أيضاً بالإضافة إلى ترشيد استخدام المياه في الزراعه وترشيد استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية والاعتماد على نظم التكنولوجيا الحديثة في مجال الزراعة إذا الزراعة المستدامة هى استدامة الموارد الطبيعية المتاحة دون المساس بحقوق الأجيال القادمة بل العمل بكل جهد لزيادة تلك الموارد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائى للمواطنين. وأضاف يوسف أن مصر وقعت فى 2015 على أهداف التنمية المستدامة ذات السبعة عشر هدف لافتا إلى أن القيادة السياسية تسعى بكل جهد وتسابق الزمن فى تحقيق جميع اهداف التنمية المستدامة السبعة عشر وبصفة خاصة الهدفين الثانى(2) والثالث عشر(13) حيث يهدف إلى القضاء التام على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسنة وتعزيز الزراعة المستدامه بالإضافة إلى تحقيق الهدف الثالث عشر هو العمل المناخى لتقليل حدت الآثار المترتبة عن التغيرات المناخية. وأضاف خبير الزراعة الحيوية أن قطاع الزراعة في مصر هو أحد الرکائز الأساسية للاقتصاد القومي نظراً لمساهمته في توفير الغذاء للمواطنين وتوفير المواد الخام اللازمة للصناعات الوطنية ليس هذا فحسب لكن لمساهمته في الناتج المحلى بحوالى 20% ودوره في دعم الصادرات الزراعية والذى يمثل مايقرب من 18% من إجمالى الصادرات ويعمل فى هذا القطاع مايقرب من 34% من إجمالى القوة العاملة. کما يعتبر قطاع الزراعة أحد القطاعات الاقتصادية الإنتاجية الأکثر مرونة وقدرة على تحمل الصدمات واستيعابها لافتا الى أن أهداف الزراعة المستدامة في مصر هو الحفاظ على الموارد الاقتصادية الزراعية المتاحة وصيانتها وتحسينها وتنميتها فى ظل التحديات والمخاطر والمعوقات التي يوجها العالم. أكد دكتور يوسف أن تطبيق نظم الزراعة المستدامة مناخيا مع الاعتماد على برامج المكافحة الحيوية والزراعة العضوية معا يدعم بقوة القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية في الأسواق المحلية والدولية وزيادة الصادرات الزراعية الطازجة والمصنعة ويحقق التنمية المتوازنة و الاحتوائية والمستدامة للأجيال الحالية والقادمة فى ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية وأشار خبير الزراعة والمكافحة الحيوية أن نظم الزراعة المستدامة وتكنولوجيا الزراعات الحديثة خاصة الزراعة الذكية توفير فرص عمل منتجة وتحقق أرباح وهامش ربح كبير في قطاع الزراعة والأنشطة المرتبطة بها خاصة تطبيق سياسية التصنيع الزراعي للشباب والمرأة في القرى الريفية العالمية وقال خبير الزراعة الحيوية أن نقل التكنولوجيا الحديثة في مجال الزراعة للمزارعين خاصة التعليم ونقل الخبرة عن طريق الحقول الإرشادية والذى يمكن المزارعين استخدام أنظمة ري ذكية تعتمد على البيانات والاستشعار عن بعد للمساعدة في تحديد احتياجات المحاصيل الزراعية من الماء بدقة وايضا الأسمدة او المغذيات ليس هذا فحسب يمكن أيضًا استخدام التكنولوجيا في تحسين جودة التربة والزراعة المائية بهدف خلق كيان زراعى مستدام يقاوم التغيرات المناخية القاسية. أكد يوسف أن الزراعة المستدامة تتضمن تطبيق نظم الزراعة الحديثة والتى تقلل من حدة التغيرات المناخية خاصة الزراعة العضوية والحيوية والزراعة بنظام الاكوابونيك والايروبونيك والهيدروبونيك وتطبيق برامج المكافحة الحيوية للافات الحشريه والحيوانية والاعتماد على نظم الزراعة الذكية مناخيا لتحقيق الأمن الغذائى للمواطنين بأقل تكاليف لمدخلات الإنتاج الزراعي معتمدة فى ذلك على الأسمدة الحيوية وتقليل استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية لما لها من ضرر بالغ على الإنسان والحيوان والكائنات الحية الدقيقة النافعة والتى تدعم التنوع البيولوجي. أشار يوسف ان الزراعة المستدامة تركز وفق أفضل النظم العالمية على ركائز التنمية المستدامة الثلاثة وهي البعد البيئي والبعد الاجتماعي والبعد الاقتصادي كما يركز على نهج إدارة العلاقة بين المياه والطاقة والغذاء بحيث يتم توظيف الموارد المتجددة لدعم انتاج الغذاء الصحي والأمن للمواطنين .
