إذا أردت أن تعرف حجم مصر وتأثير قوتها الناعمة ليس فى العالم العربى فقط بل فى العالم أجمع، فأنصحك بأن تتابع برنامج «سفراء دولة التلاوة» أحد أهم البرامج التى تقدمها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عبر قناة الناس، حيث ينقل البرنامج شعائر الصلاة من مختلف دول العالم وذلك بجانب محاضرات وندوات دينية لمبتعثى وزارة الأوقاف بمختلف دول العالم من الأئمة والقراء والمبتهلين، الذين تم اختيارهم بعناية فائقة بعد عقد اختبارات متعددة لهم لاختيار أفضلهم ليكونوا واجهة مشرفة لمصر بلد القرآن الكريم. كان لى عظيم الشرف أن أجالس عددًا من هؤلاء العلماء من مبتعثى وزارة الأوقاف بدولة مدغشقر، وقت أن كان أبى رحمة الله عليه يعمل ملحقًا ماليًا وإداريًا بالسفارة المصرية بالعاصمة انتاناناريفو، وأدركت كيف يُبجل ويحترم الناس فى هذه البلاد علماء الدين المصريين، يرون فيهم الإسلام يأخذون دينهم عنهم بلا تردد ولا ريبة، وأتذكر أن أبى كان يدرك ذلك جيدًا نظرًا لسفرياته المتعددة إلى دول أفريقيا، وكان دائمًا ما يحكى لنا كيف يسحر الزى الأزهرى هذه الشعوب وتأثير أى فعل أو قول يصدر عن هؤلاء العلماء، فلا يرى هؤلاء بشرًا عاديين، بل هم رسلٌ من السماء قادمون بأشرف رسالة ليُعلِّموهم كيف يعبدون الله وكيف يقرأون القرآن يُحدثونهم عن نبيهم، كيف عاش وجاهد فى سبيل أن تصل رسالته إليهم. أعتقد أن هذا يحدث فى كثيرٍ من دول العالم وليست أفريقيا فقط، وقد أصاب الشيخ الشعراوى حين قال: «مصر صدرت علم الإسلام إلى الدنيا كلها، صدرته حتى إلى البلد الذى نزل فيه الإسلام».. ومازالت مصر تُصدِّر علم الاسلام إلى الدنيا كلها وإذا أردت الدليل شاهد «سفراء دولة التلاوة».
