اختتم ملايين المصريين التصويت فى انتخابات رئيس مصر الجديد، وذلك كما يتضح من الأرقام المُعلنة أعلى نسبة مُشاركة فى تاريخها، وشكَّلت مفاجأة للعالم وللوطن العربى وللمصريين. النتيجة الرسمية ستظهر الإثنين المُقبل حسب ما أعلنت اللجنة المُشرفة على الانتخابات، والتى أدت دورها بنزاهة وموضوعية وتجرد. وقد لاحظ المصريون جميعًا الإقبال الجماهيرى على لجان الانتخابات الذى لم يحدُث من قبل والطوابير الطويلة. وأغلب من يقفون فى الطوابير من الشباب ومن النساء المصريات. وهذا يعنى أن تأثير الانتخابات هذه المرة وصل إلى الإنسان العادى سواء فى القرية أو المدينة وصولاً إلى القاهرة والإسكندرية وأسيوط. وهذا جعلنى أعترف أننى اكتشفت كِنزاً جديداً اسمه المصريون عندما يتجلوَّن ويُعيدون بناء أوطانهم رغم كل الصِعاب. وحسب متابعتى فقد اكتشفتُ وجود مسيرات فى بعض الشوارع لحشد الناخبين. وأنه كانت هُناك حالة من الإقبال الجماهيرى غير العادى على التصويت. وهذا الإقبال من جميع الأعمار والفئات، وكان موزعًا على جغرافيا الوطن من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه. لدرجة أننى تمنيتُ عندما ذهبت إلى لجنتى أن يكون المُراسلون الغربيون فى كل لجنة من اللجان لكى يأخذوا بالصوت والصورة رسومات للشعب المصرى العريق ورغبته القوية فى مُمارسة حقوقه السياسية، والمُشاركة بإيجابية فى صُنع المستقبل ورسمه. مستقبل أكثر من 106 ملايين مصرى. وكانت المُقدمة التى تابعتها بفرحٍ حقيقى أداء المصريين بالخارج الذين سافروا من المُدن التى يعيشون فيها إلى حيث مراكز الاقتراع وأدلوا بأصواتهم بِحُريَّة تامة ومُطلقة، واختاروا من يشاءون. اليوم الذى ذهبت فيه إلى لجنتى الانتخابية بمدرسة الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى بمدينة نصر، ورأيت الطوابير والإقبال غير العادى والأعلام التى تُوزَّع أمام اللجنة أكدت لى النتيجة مُسبقاً. خاصة أننى شاهدت كثيرا من العُمَّال والفُقراء -الذين يعملون فى حراسة العِمارات- يحرصون على الإدلاء بأصواتهم. وهذا معناه أن كل المصريين يُدركون التحديات التى تواجه مصر حالياً. ولذلك تحوَّلت مُشاركتهم فى هذه الانتخابات لمشاركة تاريخية فى الإقبال على التصويت والحرص عليه، والتصميم على حضوره. أيضاً فإن إجراء الانتخابات الذى رأيته بنفسى فى لجنتى يؤكد أعلى معايير النزاهة والشفافية والموضوعية. هذا جرى فى كل مكانٍ من بر مصر. وعندما أقول إن الإقبال كان غير مسبوق من الناخبين مما دفع الذين أجروا الانتخابات وأشرفوا عليها إلى تغيير خططهم أكثر من مرة. أيضاً كان مندوبو المُرشحين يتابعون كل ما يجرى. إنها تجربة حقيقية فى بناء مصر الحديثة تمت فى نزاهة وموضوعية وحماس غير عادى من جميع المصريين سواء كانوا فى الداخل أو الخارج.
