بعد خمسين يوما من حصار الجوع والقتل الذى فرضته إسرائيل على قطاع غزة، وبعد خمسة أيام من الهدنة التى أظهرت حجم الدمار الذى أحدثته حرب الإبادة الصهيونية النازية.. هبطت فى مطار الريش أول طائرة أمريكية تحمل مساعدات إنسانية للفلسطينيين فى غزة، ترافقها تأكيدات رسمية أمريكية بأن الولاياتالمتحدة ستبذل كل الجهد لزيادة المساعدات واستمرارها حتى بعد الهدنة!! وأيا كانت الأسباب، فنحن أمام تطور فى الموقف الأمريكى الذى منح فى بداية حملة الإبادة الصهيونية كل الدعم لإسرائيل، وحرص المسئولون الأمريكيون لأسابيع على التسابق فى تأكيد أن مخازن السلاح الأمريكى فى خدمة الهجمة النازية الإسرائيلية وأن مليارات الدولارات التى تم رصدها لإسرائيل يمكن أن تتضاعف، وأن الفيتو الأمريكى جاهز تماما لمنع أى قرار يستهدف وقف المذبحة الإسرائيلية!! الآن.. لم يعد ممكنا الاستمرار فى موقف كلف أمريكا الكثير، ولم يعد ممكنا إخفاء الحقائق عن جرائم إسرائيل فى هذه الحرب، ولا عن فشلها فى تحقيق أى من أهدافها، ولا عن حجم الدمار والقتل الذى استهدف الأطفال والنساء والمدنيين. ولم يعد ممكنا تجاهل موقف الملايين التى خرجت فى كل أنحاء العالم وفى كل مدن أمريكا تطلب إيقاف الجريمة الإسرائيلية، والانصياع لحكم القانون والشريحة الدولية وليس للنازيين الجدد الذين يقودون المنطقة والعالم إلى كارثة يفجرها مجرمو الحرب الذين يهددون باستخدام قنابلهم النووية لمحو غزة من الوجود!! الآن.. ووسط دعوات حتى داخل مجلس الشيوخ الأمريكى تطلب ربط المساعدات لإسرائيل بمدى التزامها بالقوانين والقرارات الدولية يأتى مدير المخابرات الأمريكية «بيرنز» الذى يعرف قضايا المنطقة جيدا بحكم خبرته الدبلوماسية ليبحث فى «الدوحة»، مع مسئولى المخابرات فى مصر وقطر وإسرائيل فيما هو أكبر من مد الهدنة ووضع نهاية للمذابح الإسرائيلية. لم يعد العالم كله يقبل باستئناف حرب الإبادة، ولم تعد أمريكا قادرة بعد كل ما حدث على إنكار الحقيقة الأساسية التى تؤكد أنه لا طريق للأمن والسلام إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لكل الأراضى الفلسطينية، وتطبيق القرارات الدولية. تقديم المساعدات الإنسانية أمر مشكور، لكن الأهم أن توقف أمريكا دعمها لحرب الإبادة، وألا تترك سياستها فى المنطقة رهينة فى يد دولة الاحتلال الصهيونى بعد أن رأت النتائج!!`