ليس صحيحا أن نربط ميعاد الحرب داخل إسرائيل بحادث 7 أكتوبر الماضى، لكن الميعاد الحقيقى هو يوم تولى الحكومة المتطرفة فى تل أبيب برئاسة رئيس الوزراء المنتهى الصلاحية بنيامين نتنياهو، لقد تجاوزت تلك الحكومة كل الخطوط الحمراء داخل الأراضي المحتلة وقررت قتل وابادة الشعب الفلسطينى فى الضفة وغزة وكان تطرفها هو الدافع المغذى للتطرف على الجانب الاخر من أجل إشعال المنطقة وتحويلها إلى بحر من الدماء والفوضى. لم يحم الجدار العازل ولا طائرات اف 35 إسرائيل كما لم تحم أنفاق حماس فى قطاع غزة شعبها الاعزل من القصف الوحشى، رغم أنها تعلم جيدا ان الرد الاسرائيلى سيكون عنيفا وقاتلا. لا يفكر المتطرفون فى المدنيين الأبرياء، ولا مانع لديهم من تقديمهم وقودا لحرب بلا هدف، لا توقفهم الدماء البريئة ولا القلوب المنكسرة، التطرف لن يجلب سوى التطرف فى المستقبل والخطر قائم عقب توقف محطة العنف الحالية. الأخطر هو تصدير الفوضى لاقليم هش بالأساس، دمرت الحرب ما تبقى من اقتصاده، الاستثمارات تهرب من مناطق الاشتباكات المسلحة وهى فاتورة أخرى تدفعها مصر بلا ذنب بعد فاتورة حرب أوكرانيا وجائحة كورونا. أثمن ما يملكه الإنسان فى الشرق الأوسط البائس هو الأمن والاستقرار والقدرة على البدء من جديد اما الفوضى فهى قرار بالانتحار الجماعى.