بدأ ممثلو الدول الغربية فى مؤتمر القاهرة للسلام وكأنهم «كورس» يردد الأكاذيب الإسرائيلية التى تبنتها أمريكا بلا نقاش وجعلتها موقفاً رسمياً لها، لتتحول من «داعم» لإسرائيل إلى «شريك» لها حتى وهى تخوض «حرب إبادة» ضد الشعب الفلسطينى!! التزم «الكورس» الأوروبى بالأكذوبة الكبرى عن «حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس» متناسياً 75 عاماً من الجرائم الإسرائيلية البشعة والمذابح التى لم تتوقف منذ «دير ياسين» و«كفر قاسم» وحتى الآن!! ومتجاهلاً أن هناك احتلالاً إسرئيلياً يمارس أبشع الأساليب النازية مع الشعب الفلسطينى، ويرفض أى التزام بالقوانين والقرارات الدولية، وتتباهى حكوماته بقدرتها على اقامة المستوطنات غير الشرعية على الأرض الفلسطينية المغتصبة وبمخططاتهم لإجبار الفلسطينيين على ترك وطنهم أو مواجهة الموت!! وأصر «الكورس» الغربى على رفض المطالبة بوقف اطلاق النار وإنهاء حصار التجويع المفروض على شعب فلسطين، والبدء فى فتح الأبواب المغلقة أمام الحل الوحيد للقضية وهو حل الدولتين الذى التزمت به دولهم ثم تركت إسرائيل تنسفه فى ظل صمتهم.. أو تواطئهم!.. وكانت النتيجة عدم التوافق على بيان ختامى بعد افتضاح الانحياز الغربى لنازية إسرائيل امام دول العالم كلها.. بمن فيها دول الغرب التى شهدت - فى نفس اليوم - مظاهرات عارمة فى امريكا وأوروبا تطلب وقف الحرب وتساند شعب فلسطين فى مواجهة حرب الإبادة الصهيونية! ورغم أن المظاهرات اجتاحت مدن أمريكا، وأن آخر استطلاع للرأى قال إن 66٪ من الشعب الأمريكى مع وقف الحرب فإن إدارة بايدن تقدمت لمجلس الأمن بمشروع قرار جديد يكرر نفس المعزوفة الرديئة عن حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، ويدين المقاومة الفلسطينية للاحتلال، ويهدد ايران زاعما انها ترسل سلاحا للمقاومة. بينما الطائرات الامريكية تنقل احدث الأسلحة لإسرائيل، ومخازن السلاح تفتح أمام جيش الاحتلال، ومليارات الدولارات ترصد علنا لدعم حرب الابادة التى تشنها إسرائيل على شعب فلسطين! سقوط سياسى وأخلاقى لا مثيل له. يعرفون جيداً أن حديثهم عن «حق الدفاع عن النفس» لايعنى هنا إلا حق الدفاع عن الاحتلال الإسرائيلى وجرائمه النازية. ولا يعنى إلا الشراكة الكاملة مع اسرائيل فى حرب الابادة ومشروعات التهجير، دون ادراك أن الشركاء جميعاً سوف يدفعون الثمن!!